تُعدّ المؤسسات التعليمية حجر الأساس في تشكيل شخصية الطالب، فهي لا تقتصرعلى تقديم المعرفة فحسب، بل تسهم في غرس القيم والانضباط، ومع ذلك، تبقى مسألة العقوبات المدرسية محل جدل كبير، بين من يراها وسيلة للتقويم، وآخرين يعتبرونها أداة قمع وتهميش.
العقوبة ليست مرفوضة بالمطلق
ولكن السؤال الحقيقي هو: أي نوع من العقوبات نمارس؟في بعض المدارس، لا تزال الأساليب التقليدية تُستخدم، من الإهانة العلنية إلى الطرد المؤقت، بحجة فرض النظام.
هذه الأساليب قد تخلق انضباطاً مؤقتاً، لكنها تزرع في نفس الطالب شعوراً بالرفض والعجز، ما قد يدفعه للتمرد أو الانطواء.
المطلوب اليوم هو الانتقال من العقوبة إلى المساءلة التربوية، التي تركز على فهم سلوك الطالب ودوافعه، ثم معالجته بوسائل تراعي كرامته وظروفه، فالعقوبات البناءة، كالتكليف بخدمة مجتمعية داخل المدرسة، أو جلسات إرشاد نفسي، تحقق نتائج أكثر استدامة، وتخلق علاقة إيجابية بين الطالب والمؤسسة.
إننا بحاجة لإعادة النظر في مفهوم “العقوبة”، لا كوسيلة للردع، بل كفرصة للتعليم والنمو، فالمؤسسة التعليمية التي تُربي بالترهيب، تُخرج جيلاً خائفاً، أما تلك التي تُربي بالحوار والمسؤولية، فتُخرج قادة.