مَن يتابع مبادرات الناس لنقل طلاب الشهادات إلى مراكز الامتحانات بظل أزمة النقل الخانقة ينتابه شعور كبير بالفخر والسرور، وبأن عشر سنوات من الحرب والعقوبات والحصار والقسوة لم تلغِ ولم تغير القيم والمبادئ التي يتمتع بها السوريون.
مبادرة أهل الخير في موضوع نقل الطلاب إلى المراكز الامتحانية طبعا ليست الأولى ولن تكون كذلك الأخيرة، ولكن لماذا لا نقوم جميعنا بتطوير هذه المبادرة وتعميمها على كامل الجغرافية السورية؟… أو لماذا لا نقوم بتنظيمها لأنها موجودة وقائمة وأهل الخير كثر؟.
تنظيم مبادرة أهل الخير للتخفيف من معاناة الناس بموضوع النقل، قد يكون على شكل اعتماد مكان معين في كل منطقة يتجمع بها الناس ممن يريدون التنقل، وما يمنع أن يكون اسم هذه النقطة موقف الخير؟ وعندما يأتي أي صاحب سيارة خاصة يتوقف عند هذا الموقف ويقول طريقي إلى المكان الفلاني فمن يود الركوب يتحرر من الحرج، وكذلك فاعل الخير (صاحب السيارة الخاصة) يتحرر من الحرج، فالموقف معروف أنه لأصحاب المبادرات، فلا أي من الأطراف يكون بحالة حرج، سيما وأن كثيراً من أصحاب السيارات الخاصة ينقلون الناس بشكل مأجور، فعندما تتوقف سيارة خاصة يتراجع الناس أو يسألون كم تريد؟، ولكن بتعميم مواقف الخير يتحرر الجميع من الحرج.
طبعا تنظيم هذه المبادرة لا يُكلف أكثر من مبادرة بعض الشباب في كل حي لترويج وتعميم الفكرة بين الناس، لتتسع لاحقا بشكل كبير وتصبح حالة دائمة وحتى مع تحسن الظروف، لأن أهل الخير كثر ويبحثون عن فعله في كل الظروف، ويمنعهم أحياناً الخوف من تعرضهم لمواقف مُحرجة.
السابق
التالي