المال..للبناء أم لتدمير العلاقات؟!

الثورة- حسين صقر:

يقول ابن خلدون في مقدمته الشهيرة: النفس تعتقد الكمال في من غلبها، ولهذا يشعر الكثير من الناس بأن من سبقوهم بعض خطوات بمجال معين أفضل منهم بكثير، متناسين النعم التي منَّ الله عليهم بها دون أولئك، حيث الله عز وجل يعدل بين عباده، وأعطى كل شخص أشياءً مقابل حرمانه من شيء، حتى يكمل الناس بعضهم، ليس مادياً وحسب.
فمالك المال بحاجة لمن يملك الشهادة والمنصب، والحاصل على الشهادة بحاجة لأصحاب المهن والمصالح والحرف، بحيث يكمّل الناس بعضهم معنوياً أيضاً لتبدو المصالح مشتركة وتتوجها الأخلاق وتحكمها المبادئ والقيم.
لكن مع كل أسف يشعر بعض مالكي الأموال، وأؤكد على كلمة البعض، بأنهم باتوا يسيطرون على العالم ، أو هم قادرون على تلك السيطرة، معتقدين أنهم يستطيعون شراء كل شيء حتى النفوس والكرامات، متناسين عن قصد أن ثمة أشخاصاً لايمكن شراؤهم، ولا حتى إدخالهم في بازاراتهم مهما عزت عليهم الأشياء وندرت، واشتدت الحاجات، وأن مالكي تلك الأموال لن يعطوا أحداً منها، وليس مطلوباً منهم ذلك، و هي بالنتيجة لهم بغض النظر عن مصادرها، وخيوط نبعها.
فالمال بالنتيجة مكتسب للقدرة على شراء مايحتاجه الشخص من مستهلكات، وليس من كرامات، وإن كان بائعو تلك الكرامات قلائل، وبالتالي فشعورهم بالقدرة على امتلاك الأشياء، لايعني امتلاك الأشخاص، وذلك نتيجة الفرق الشاسع بين الشيء والإنسان، وبين الروح والمادة.
ولهذا أضحى موضوع اكتساب المال والطرق التي توصل إليه مثيرة للتساؤلات.
ما يثير الحفيظة حول هذا الموضوع رغبة البعض أيضاً من أصحاب الأموال بتطويع من هم أفضل منهم شأناً في المجتمع و إشعارهم الدائم بأنهم بحاجة لهم، متناسين أيضاً أن الصائم لمدة عشرة أيام لن يأكل سوى رغيف واحد أثناء أول وجبة توضع له، وإذا احتاج الأمر يكتفي بالقليل كي لايذل نفسه،ليبقى المال هو فقط الوسيط بين الحاجة والموضوع، وبين الحياة ووسيلة عيش الإنسان.
وبرغم السلطة التي يحققها المال والسطوة التي يحاول فرضها الأثرياء والمغتنون الجدد، يبقى البعض محافظين على عروش مبادئهم، وإذا قبلوا بعض الكلمات الجارحة أو المنة، فقط من مبدأ تذكر إيجابيات الأشخاص، لأن الكمال لله وحده.
لا شك أن المال هو أحد ركائز الحياة على وجه الأرض، و بالإضافة إلى أنه أساس المعاملات المالية، لكن لن يكون أو يصبح سيد الحياة، لأنه ببساطة حتى صاحب المال بحاجة لمن لايملكه، كي يسير له عمله، وهذا ما يبعث في النفس العديد من التساؤلات التي تصب جميعها في منحى واحد،إلى أين سيرحل بنا سُلطان المال بعدما قطع بنا أشواط الحياة معظمها بخسائر فادحة من العلاقات وتسبب في تدمير وتمزيق أجمل صور الصداقات.
ورغم تلك الصورة السوداوية الطاغية، فمن وجهة نظري، مازال البعض يرون المال وسيلة وليس هدفاً، و سوف يكون سلطان المال بأوجهه المتعددة ذات يوم مدحوراً، أمام من يعتزون بأنفسهم، ومن يضعون المال تحت أقدامهم كي يرتفعون، وليس فوق ظهورهم وعلى أكتافهم ليصبحوا أقزاماً متعبين.
المتخاذلون وأصحاب العقد فقط من يحاولون شراء ضمائر الضعفاء بالمال، ولهذا نعلم يقيناً أنه ليس كل مايتمناه يُشترى بالمال، لأن هناك كنوزا ثمينة تحتويها النفس البشرية وتشعر بالامتلاء، وفاقدها فقط يشعر بالنقص لذاك تتسلط عليه الأموال بغية استيفاء ما يفتقد، غير مدرك أن بعض فاقدي المال، لو قبلوا أن يتسيد عليهم أحد، لن يقبلوه أقل منهم، ويتمنوا أن يكون أعلى شأناً منهم بالعلم والثقافة وليس بالمال وحسب.
ولكن ليست هذه المشكلة، فالمشكلة تكمن في خسارة العلاقات الاجتماعية التي كانت تسودها المحبة والاحترام، ولهذا إذا أردنا العطاء، فلنعط من سكوت، وإذا فعلنا خيراً فلا داعي للإعلان عنه حتى لايفقد الأمر قيمته والموقف معناه.
فالمال يفقد قيمته يوماً بعد يوم، و تبقى قيمة الإنسان، حيث لن يساوي شيئاً إذا فقد مواقفه، والضمير أثمن ما قد يفقده، وإذا الإنسان فقد كل ثمين لأجل المال فيبيع ولا يشتري، وهذه هي حقيقة حياة المال المريرة..

آخر الأخبار
السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص السبت القادم… ورشة عمل حول واقع سوق التمويل للمشروعات متناهية الصغر والصغيرة وآفاق تطويرها مدير "التجارة الداخلية" بالقنيطرة: تعزيز التشاركية مع جميع الفعاليات ٢٧ بحثاً علمياً بانتظار الدعم في صندوق دعم البحث العلمي الجلالي يطلب من وزارة التجارة الداخلية تقديم رؤيتها حول تطوير عمل السورية للتجارة نيكاراغوا تدين العدوان الإسرائيلي على مدينة تدمر السورية جامعة دمشق في النسخة الأولى لتصنيف العلوم المتعدد صباغ يلتقي قاليباف في طهران انخفاض المستوى المعيشي لغالبية الأسر أدى إلى مزيد من الاستقالات التحكيم في فض النزاعات الجمركية وشروط خاصة للنظر في القضايا المعروضة جمعية مكاتب السياحة: القرارات المفاجئة تعوق عمل المؤسسات السياحية الأمم المتحدة تجدد رفضها فرض”إسرائيل” قوانينها وإدارتها على الجولان السوري المحتل انطلقت اليوم في ريف دمشق.. 5 لجان تدرس مراسيم و قوانين التجارة الداخلية وتقدم نتائجها خلال شهر مجلس الشعب يقر ثلاثة مشروعات قوانين تتعلق بالتربية والتعليم والقضاء المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات لقوات العدو في عدة مواقع ومستوطنات “اللغة العربيّة وأثرها في تعزيز الهويّة الوطنيّة الجامعة”.. ندوة في كلية التربية الرابعة بالقنيطرة