ربما هي فرصة ذهبية لذوي الأطفال أن نوفر لهم بيئة صديقة وآمنة، يقضون فيها أوقاتاً فيها الفائدة والمتعة، وخصوصاً وقد انتهت أيام الدراسة، والعطلة الصيفية أقبلت تحمل معها المزيد من أوقات الفراغ.
فلماذا لا تكون المراكز الثقافية ملاذهم وبوصلتهم عبر توفير برامج وأنشطة وورشات عمل وجلسات ممتعة في القراءة والاطلاع على أحدث الإصدارات التي توجه إلى شريحتهم، ونكون بذلك قد حققنا غير هدف سام في حماية أطفالنا من العبث وهدر الوقت دون فائدة من جهة، وإكساب الطفل مهارات جديدة في اللغة والقراءة وتمتين عرى الصداقة مع الكتاب من جهة أخرى..
ففي ظلّ الظروف الاقتصادية الضاغطة، وارتفاع أقساط الأندية الصيفية، تصبح هذه المراكز ملاذاً هاماً للطفل يقضي فيه ساعات من الترفيه والتعليم وفق برامج مدروسة وشراكة فاعلة بين وزارتي التربية والثقافة وبعض دور النشر والمؤسسات الثقافية الأخرى المعنية بشؤون الثقافة.
فالمراكز الثقافية منتشرة على مساحة القطر جميعه، وبعضها يشكو هجرة مرتاديه وعقوقهم له، فتظل مقاعده خاوية إلا من رحم ربي، فلماذا لا تستثمر ويعاد إحياؤها في استقطاب شريحة الأطفال والشباب، بدل أن تكتظ بهم الأزقة والمقاهي، ونحن بذلك نحقق أهدافاً كبيرة في حماية جيل المستقبل من التشتت والضياع، ونعيد لهم الثقة بمؤسساتهم التعليمية والثقافية، وبأنهم في دائرة اهتمامهم ورعايتهم، وعلى مرمى استراتيجيتهم وخططهم المستقبلية.
لا شك أن عشر السنوات الأخيرة من عمر وطننا الغالي والحرب الظالمة وما أفرزته من تبعات، أرخت بصنوف من الظروف القاسية تركت أثرها الكبيرعلى شريحة الأطفال والشباب، ومن الأهمية بمكان إعادة لملمة تلك الأجزاء المبعثرة من النفوس المشتتة، وتشكيلها على أسس وقيم تنهض بمستقبلهم ومستقبل البلاد في الآن نفسه.
ولا يختلف اثنان أن الجهود المتعاضدة والمشتركة هي سبيلنا إلى تحقيق الهدف الأسمى للنهوض بأبنائنا وتوجيه بوصلتهم نحو البناء والإعمار والاعتزاز بانتمائهم وهويتهم، وحمايتهم من غزو عولمي لا يغني ولا يسمن من جوع، فهلا فتحنا لهم قلوبنا ومن ثم أبوابنا ليدخلوها بسلام؟.