الثورة:
تحتفي الأوساط الثقافية هذه الأيام بذكرى صدور مجلة القيثارة التي صدرت عام 1946 وتحديدا في شهر حزيران وقد جاء على الغلاف : رسالة شعرية فنية , تصدرها لجنة بإشراف المحامي عبد العزيز ارناؤوط , قدم للعدد الأول الدكتور كريم عزقول بقوله : ونحن أبناء الإنسان إذ يتغنى عقلنا المبدع في إخراج ألوان وأنغام وألفاظ وأشكال , إنما نتابع عمل الخالق في عزفه الأبدي لأنشودة الخلق المستمر .وقالت اللجنة في تقديمها أيضا : رأينا أن نخصص للناحية الفنية الأكثر وضوحا واستقرارا في بلادنا , وهي الشعر , أرحب حقل من حقولها , تمرح فيه عرائس الشعراء وخيالات القراء هانئة …
صدر من المجلة 12 عددا , وكانت ملتقى كبار الشعراء والأدباء العرب بدءا من الأخطل الصغير إلى نزار قباني ونديم محمد وحامد حسن , ومن المهم الإشارة إلى أن الشاعر الكبير كمال فوزي الشرابي هو الأب الروحي لها , صدرت في اللاذقية , أيضا أعادت وزارة الثقافة نشرها ضمن مجلد واحد عام 2006م. ومن كتاب العدد الثاني نذكر : الحرب الجوية \ ادوار مرقص \ آلام \ نديم محمد \ أحبك \ حامد حسن \ الشاطئ الأبيض\ أحمد سليمان الأحمد \ نحن والدهر \ حبيب خيربيك الحسناء التائهة عبد اللطيف إبراهيم \ إلى ضجرة \ كمال فوزي الشرابي \ جحود اللغة \ محمد مندور \وأسماء عربية كثيرة كما أسلفنا شاركت بالنشر فيها . ومن العدد 11 نذكر قصيدة للشاعر علي أحمد سعيد جاءت بعنوان : سكرة الصراع وطبعا هو أدونيس , مما جاء فيها :
كفرت بالشعر , إن كانت زنابقه على الهوى وحده , تحنو وتنفتق
همس الجميلة , أندى ما يصيح به طرف , وأعذب ما يأتي به ألق
سأعبد امرأة , أوحت محاجرها بمطهر , وانطوى في ثغرها عبق
وكان الناقد السوري خليل صويلح قد توقف عند هذه المجلة , إذ كتب قائلا :
جمعت وزارة الثقافة في دمشق أخيراً، أعداد المجلة وطبعتها في مجلد ضخم بإشراف محمد كامل الخطيب. وتصدرت صفحات العدد الأول من «القيثارة» قصيدة للشاعر أحمد الصافي النجفي بعنوان «إلى اللاعبين بالنرد».
وفي العدد الثالث أطل الشاعر نزار قباني في قصيدة أرسلها من القاهرة بعنوان «الشفة»، وأخرى تحت عنوان «إلى ساق» كتبها في مقهى «جروبي». ونقرأ خبراً عن قرب صدور ديوانه الثاني بعنوان «الأزرار الملتهبة». وحسب تعليق المجلة سيكون «وثبة جديدة وجريئة في الشعر العربي».
ومثلما بات معروفاً اليوم، لم ينشر الشاعر ديواناً تحت هذا العنوان، بل استبدله لاحقاً بـ «طفولة نهد». فيما نقرأ في العدد الرابع قصيدة عمودية للشاعر علي أحمد سعيد بعنوان «خريف زنبقة» كتبها في قريته قصابين، قبل أن يوقّع قصائده اللاحقة باسمه الجديد أدونيس مع انطلاقة مجلة «شعر». وسيتكرر اسم الشاعر في الأعداد: السادس والسابع والتاسع والحادي عشر، بقصائد حملت عناوين: «كوخ» و«الفردوس الخيالي» و«وفاء» و«سكرة الصراع». وهذه القصائد لن يجدها القارئ اليوم بين أعمال الشاعر المطبوعة، رغم أن القصائد لا تخلو من بذرة تمرد شعري مبكر وإرهاصات حداثة غائمة.
وسيفاجأ من يتصفح العدد الحادي عشر من المجلة بقصيدة عمودية للشاعر يوسف الخال بعنوان «دوسي على قلبي» موقّعة في «فبرايرـــ1947». ويقول فيها «دوسي على قلبي، ولا تسألي/ عما سيجري لي وعما جرى/ أنا صديق الغيب، ما همني/ أن توحش الدنيا وأن تقفرا».
(أما رئيس تحريرها الشاعر كمال فوزي الشرابي فهو شاعر ومترجم سوري. ولد في مدينة دمشق نال شهادة الإجازة في الحقوق من الجامعة السورية في 1947. عمل في بدايته مدرّسًا للأدبين العربي والفرنسي ثم موظفًا في وزارة الاقتصاد ثم مديرًا لمكتب الوزير. أصدر مجلة القيثارة الشعرية في 1964 في اللاذقية، استمرت عامين. تفرغ للكتابة والترجمة وتنقل بين دمشق واللاذقية. له دواوين شعرية وترجمات شعرية عديدة
حصل على الإجازة في الحقوق من جامعة دمشق في 1947.
عمل أولا مدرّسًا في سورية ولبنان، درس الأدبين العربي والفرنسي فيهما. ثم عمل مديرًا في المؤسسة العامة للتبغ، ومديرًا لمكتب وزير الاقتصاد. أصدر في عامي 1946-47 مجلة القيثارة الشعرية في اللاذقية.
توفي كمال فوزي الشرابي في 2009/.
يعد من رواد الشعر القرن العشرين في سورية وساهم في تطوير الحركة الشعرية فيها. والشعر عنده «رسالة اجتماعية ووطنية سامية» الإنسانية كشاعر غنائي وضع العديد من الأغنيات التي لحنها وأداها نجيب السراج.