الثورة -يمن سليمان عباس :
كثيرا ما نردد في أحاديثنا قبل الاستشهاد بمثل ما قولنا: الله يرحم أهل الأمثال لم يتركوا شيئا إلا وقالوه.
والمثل هذه الجملة البلاغية الموجزة المفعمة بالدلالات الفكرية تختزل تجربة إنسانية واسعة وتنتقل من جيل لآخر مشافهة ومداورة عبر الكبار إلى الصغار وهكذا دواليك .
إنها إنجاز فكري بلاغي جمالي لا يمكن إلا أن يقف الدارسون عنده يحللون ويقدمون قراءات مهمة في هذا اللون.
قراءات نفسية واجتماعية وفكرية فالأمثال هي التي تحمل شيفرات المجتمع كلما فككت واحدة منها تبدت لك أخرى جديدة.
الدكتور محمد رضوان الداية أستاذ الأدب الأندلسي في جامعة دمشق ومؤلف لأكثر من ثمانين كتابا أثرى المكتبة العربية بقراءات مهمة جدا في تحليل الأمثال وجمعها، بعضها صدر منذ سنوات ..واليوم في كتاب مهم جدا صدر عن الهيئة العامة للكتاب حمل عنوأن:
كتاب (الأمثال الشعبية بين التراث الشعبي والأمثال الفصيحة) تأليف: محمد رضوان الداية.
في هذا الكتاب يبين أهمية معرفة المثل العربي عامة، والمثل الشعبي خاصة، وسيبين للقارئ أثر الجانب الشعبي المعرفي، الاجتماعي، الثقافي المتغلغل في المجتمع، والمنبثق عنه.
والكتاب: صفحات في المثل الشعبي، وصلته بالمثل الفصيح، وأهميته، ودلالاته، وتعبيره عن جوانب الحياة المختلفة، وضرورة معرفته، والانتباه إليه، والتزوّد بثقافة مختارة منه (على الأقل)، وبالصلة الموصولة بين المثل الشعبي والأدب والثقافة والفن عامة.
هي صفحات يُراد منها أن تكون مفتاحاً لأبناء الجيل للدخول من جديد إلى مجتمع يعيشون فيه من أبواب صرفوا انتباههم عنها، أو صرفتهم ظروف معاصرة مختلفة.
الكتاب قراءة تحليلية موجزة للامثال الشعبية قراءة في الفصاحة والبلاغة والتحليل النفسي والاجتماعي ومن ثم الخلاصات التي يقدمها الباحث لا سيما في ضرورة حفظ هذا التراث ويتطرق إلى حال الأمثال في عصر الانترنت وانشغال الجيل بهذا الأزرق.
من هنا علينا بذل المزيد من الجهود للتفاعل بين الأجيال ونقل هذا الموروث الفكري والجمالي ليبقى دائم الحضور .
كتاب (الأمثال الشعبية بين التراث الشعبي والأمثال الفصيحة) تأليف: محمد رضوان الداية، يقع في 108 صفحات من القطع الكبير، صادر حديثاً عن الهيئة العامة السورية للكتاب 2022.