الثورة – آنا عزيز الخضر:
عالم السينما بتفاصيله ومفرداته وأدواته، عالم قادر على توظيف المواهب بطريقة مذهلة، خصوصاً عندما تحضر المناهج الخلاقة والأكاديمية.. هذا ما يترجمه بدقة دبلوم العلوم السينمائي، حيث تتبلور كل تلك الملامح عبر الأفلام التي خرجت من إنجاز المشاركين..
من تلك الأفلام “نحت بالضوء” سيناريو وإخراج “غنوة معروف”.
يتحدث الفيلم القصير بتقنيات خاصة وممتعة، عن رحلة الفيلم السينمائي وكيف ينحت الضوء عوالمها الخاصة، وكيف يمكنه تحويل المشاهد والحاﻻت والمشاعر، بآلية فنية ممتعة، امتلكت الإقناع والخصوصية الفنية..
حول ذلك تحدثت الكاتبة والمخرجة “غنوة معروف” قائلة؛
“إن شغفي بمجال السينما جاء نتيجة لاطلاعي على العديد من الفنون البصرية والسمعية والأدبية، حيث الفنون السبعة تبدأ بالعمارة، وتنتهي بالسينما، ولكوني مهندسة معمارية أرى المعماري هو مخرج ولكن يدرس أثر نتاجه من مبانٍ ومدن، يعيش فيها المتلقي الكثير من الحكايات وقصص الواقع، أما السينمائي فيجعل المتلقي يعيش نفس الرحلة ولكن من خلال الشاشة، لذلك أحسست بأن دراستي في دبلوم العلوم السينمائية كان مكملاً لما بدأته في العمارة وخاصة بأن مجال عملي أيضاً، ولمدة تتجاوز السبع سنوات، كان في المونتاج والتصوير والموشن غرافيك، فلقد استطعت من خلال الدبلوم ومن خلال كادره التدريسي، أن أحصل وبطريقة علمية وأكاديمية، على دراسة أكثر تعمقاً وفهماً للسينما..
إن الدبلوم فرصة جميلة جداً لنا، لدراسة كل مادة مكونة للعمل السينمائي على حدة، ومع أساتذة مختصيين ولديهم باع طويل في تلك المجالات، إن كان في السيناريو أو التصوير ، مونتاج الصوت، تحليل الأفلام، تاريخ السينما، اقتصاديات السينما، علم الجمال وإدارة الممثل والإخراج،
لنصل في النهاية إلى عمل متكامل أدبياً وبصرياً وسمعياً..
لقد كان فلمي “نحت بالضوء” بإشراف المخرج الأستاذ “أيهم عرسان” والأستاذ “نائل تركماني” هو حصيلة ما قدم لنا الدبلوم خلال تلك الفترة.
وحيث أن الضوء بمفهومه الواسع، هو جزء مهم من أي عمل فني بصري إبداعي، لذلك أحببت من خلال الفلم أن يعيش المتلقي رحلة تأملية قصيرة، يتعرف فيها عن علاقة السينما بالضوء.
هو فيلم قصير يظهر رحلة السينما المستكشفة للضوء ومكنوناته بطريقة مختلفة، وتوجيهها له بأسلوب يؤثر بالمشاهد، فتظهر عملية تطويع للضوء يمارسها ما سمي النحات السينمائي الذي اعتبر الضوء كمادة خام أساسية، بنى من خلالها الصورة الثابتة أولاً، لينتقل بعدها إلى كادر متحرك تحكمه قوانين التكوين، فعاش رحلة شاقة من الاكتشاف والبحث، كانت أشبه بالنحت الذي أوصلنا إلى ما نراه اليوم من تشكيل نهائي للفيلم.
الفيلم سيناريو وإخراج: غنوة معروف
تصوير: صبا طعمة
تمثيل: لؤي خضر، بمساعدة خليل شحادة، روزيت تركماني، وسام مراد، شهد غندور، هادي حمامي.
مساعد مخرج: راما المالح
سيكربت: ماهر داود
مونتاج: غنوة معروف
كلاكيت: شهد غندور
تصوير فوتوغرافي: رؤى القصير
إضاءة: محمد مشناتي
ميكنغ أوف: وسام مراد