يبدو أن “لعنة” أوكرانيا بدأت تلاحق القادة الغربيين في حياتهم السياسية وحتى اليومية، وأصبحت تشكل تهديداً حقيقياً لمستقبلهم السياسي، وللكراسي التي يجلسون عليها، ولنا في الهزيمة النكراء التي مني بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في الدورة الثانية من الانتخابات التشريعية أكبر مثال على التحولات العميقة في المزاج الشعبي الغربي بشكل عام والفرنسي بشكل خاص.
فعندما لم يصوت أكثر من نصف الشعب الفرنسي في هذه الانتخابات، حيث بلغت نسبة عدم المشاركين 53.77% من مجمل الفرنسيين الذين يحق لهم الاقتراع، فهذه بحدّ ذاتها تعد ضربة قوية لحكم ماكرون ورسالة واضحة لا لبس فيها من الشعب الفرنسي تجاه حكومة بلاده مفادها “ما تزرعونه في سياساتكم سنحاسبكم عليه في صناديق الاقتراع”، الأمر الذي اعتبرته رئيسة الوزراء الفرنسية إليزابيث بورن خطراً على فرنسا كلها.
وبطبيعة الحال ما يواجهه ماكرون في هذه الفترة ينطبق على كثير من نظرائه الأوروبيين الآخرين، وستظهر انعكاسات تورطهم في الحرب الأوكرانية وطاعتهم العمياء لسيدهم الأميركي ومعاداتهم للجارة روسيا، ستظهر في قادم الأيام والشهور مع الانتخابات الإقليمية كما في ألمانيا أو الانتخابات العامة كإيطاليا، في ظل ما يعانيه المواطن الأوروبي من نقص حاد في الوقود والطاقة والغذاء في جميع دوله، على خلفية العقوبات الغربية المتواصلة ضد روسيا.
هذا في أوروبا.. أما على الجانب الآخر من الأطلسي فهناك الرئيس الأميركي جو بايدن الذي انعكست سياساته العدائية ضد روسيا وتسعيره المستمر لنيران الحرب في أوكرانيا بأموال دافعي الضرائب الأميركيين، انعكست على حياته اليومية وعلى نفسيته الداخلية، الأمر الذي أصابه بحالة من عدم الثقة بالنفس لدرجة أنه لم يستطع القفز أكثر من عدة سنتيمترات كتعبير عن صحته البدنية، بعدما سخر منه مواطنوه لسقوطه مع دراجته الهوائية، وكأنه مبتدئ لركوب الدراجات، وهنا يمكن القول: إن سقوط بايدن مع دراجته بداية لسقوطه السياسي.