لا تنظر لمن يتكلم عليك من خلفك..
إنه في الأصل هو خلفك وليس أمامك..
لعلّ الكثير من المقولات تستوقفك وتجعلك تتأمل ملياً في معانيها اذا ماأردت مقصدها ومعرفة ماهيتها .
ولكي تختبر ذكاءك ماعليك إلا مراقبة الوجوه والألسن وهي تفند القيل والقال حسب النيات والدوافع المختلفة لكلّ شخص .
لاشك أن موضوع الغيبة والنميمة وتناول بعض الأشخاص من ذكور وإناث بطريقة مؤذية، بسبب أو غير سبب، ربما هو لون وشكل من أمراض المجتمع الذي تكثر وتتفاقم فيه الشظايا المادية والمعنوية مع كلّ هبة فوضى وخوف من نجاح، أو غيرة وحسد وفق معيار النفوس الدفينة .
ماذا لو تمنى المرء للآخر كما هو في طبيعته من صفات الخير والرزق والسعادة والصحة التي يتمناها لنفسه أن تكون لغيره أيضاً ..كم سيكون الشعور نبيلاً ونقياً،حين يرطب القلب والروح بطاقة إيجابية تمنحه مفاتيح أسرار التوازن والتصالح مع الذات .
أليس الواقع هو من يفرض شروطه ويمنح المزاج إجازة مضطربة في الانتقاء، لماذا التبرير والنفاق عند البعض لطالما المرايا العاكسة هشمت الصورة وكسرت الخواطر وسلبت لون الصفاء بالظنّ والشك والريبة.
كم من الصعب على كلّ منا أن يحسب الآخر ملاكاً أياً كان هذا الآخر أخاً صديقاً جاراً زميلاً، فيما هو صندوق مقفل على ودائع زائفة إن لم تكن صدئة.
من يبرر الغفلة تلك ويمنحها صك الغفران على أبواب التسليم بالطيبة والبساطة التي تمّ استغلالها أبشع استغلال كي توظف وترتهن لسلوكيات وأفعال لاطاقة لتحملها ..
بالتأكيد ليس الجميع على سوية واحدة في التفكير والتربية والثقافة وبعد النظر لذا لابدّ من حصول تجاوزات هنا وهناك في المساحة المعنوية للفرد، لكن الأخطر هو أن يتقدّم فعل السلب على الإيجاب والسيء على الجيد، ويصبح عرفاً في ماركة التقليد والنفاق الاجتماعي.