كغيرها من مناحي الحياة تأثرت الرياضة بتعاظم دور وسائل التواصل وانحسار دور الإعلام أمامها لتصبح هي صانعة الرأي العام، ونتج جيل جديد يدعى (البلوغرز) أي المؤثرون في الرأي العام، وللأسف فهؤلاء ليسوا إعلاميين مدربين، ولا يدركون خطورة الإعلام الشديدة في استخدامه بشكل غير مدروس!!
إن ما يدعى بالسوشال الميديا الرياضية، أو الإعلام الرياضي الاجتماعي الحر ترى في صفاته مدى خطورته، إنه اجتماعي، نقل الرياضة إلى كل هاتف في البيت، وهو حر يمارس ما يريد دون رقابة، ومن يمارسونه ليسوا إعلاميين محترفين، ولا رسالة إعلامية محددة لديهم، وإنما هدفهم الشهرة والمال أولاً ومصالحهم وأهواؤهم الشخصية ثانياً.
وسائل الإعلام الرياضي التقليدية يعمل فيها محترفون درسوا الإعلام ومدربون على طرح الأخبار بالطريقة الصحيحة والوسائل التقليدية وبحكم اتباعها للقواعد المهنية، تقوم بتدقيق الأخبار وتوثيقها والتأكد منها قبل نشرها وهي لا تنشر الإشاعات والأخبار الناقصة والمشوهة كما تفعل صفحات السوشال ميديا.
لنأخذ مثلاً من دورينا وانطلاق الميركاتو الصيفي والسباق الذي بدأته الصفحات التي تدعم الأندية في الإعلان عن التعاقدات التي تقوم بها إدارة النادي هذا أو ذاك،هناك صفحات تدعم نادي الفتوة أدت خلال الساعات الماضية إلى فشل صفقة كانت بالمتناول، من يحب هذا النادي ويريد أن يكون على منصات التتويج يجب أن يتحلى بالهدوء، والالتزام بالأخبار التي تصدر من صفحة النادي الرسمية والتي تعمل بشكل جميل ومحترف منذ بدء التعاقدات، وما فعلته إحدى الصفحات التي تحمل اسم النادي ولقبه اليوم نأمل أن يكون درساً للاستفادة منه والتروي بالنشر كي لا تضيع على الفريق صفقة جديدة لتسرع البعض!!
هذا مجرد مثال عن جنون السوشال ميديا يخص نادي الفتوة، لكن كل الصفحات الداعمة لكل الأندية السورية لم تقصر في بث الشائعات، بعضها صفحات لديها مصادر داخل أنديتنا وتسعى لجلب متابعين لصفحاتهم على حساب الأندية، ويقومون ببث الشائعات والتعاقدات وللأسف فإن الكثير يصدق هذه الصفحات دون الرجوع إلى المصدر الرسمي، وبعضها صفحات لأشخاص يرجمون بالغيب والأكاذيب من “عندياتهم” فلا ناقة لهم ولا بعير في المشهد الكروي ولا يمتلكون مصادر سوى خيالهم الواسع أو الضيق حسب الشخص.
الحل سهل ممتنع، القانون بدل الفوضى، وتطبيقه بطريقة تفرض عقوبات رادعة على من يبث أخباراً غير صحيحة ولا مصادر رسمية لها، قانون خاص بكل قطاع يؤثر على حياة الناس من مجتمع واقتصاد، ولا تقل الرياضة والفن عنهما لأن اختلاق الأباطيل يكثر في هذين المجالين.
أضف الى ذلك التفاهم والاتفاق والسرية بين إدارات الأندية نفسها ،كما أن الوعي من قبل الجمهور والرياضيين يلعب الدور الأهم، وعليهم أن يعتمدوا الخبر الرسمي الموثق ولا ينساقوا وراء صفحات لا يحكمها سوى الأهواء الشخصية وحب الظهور.