تحتفي دول العالم في الـ 26 من حزيران من كل عام باليوم العالمي لمكافحة المخدرات، بهدف تعزيز الوعي الأسري والمجتمعي بهذه الآفة الاجتماعية الخطيرة التي تنعكس أضرارها وآثارها سلباً على الفرد والمجتمع والدولة بشكل عام.
وبين الفينة والأخرى يتم في بلادنا إلقاء القبض على مجموعات من تجار المخدرات والمتعاطين الذين هم في أغلبهم من فئة الشباب، وهنا الخطورة الكبرى في هذا الأمر، حيث الاستهداف دائماً يكون للشباب والمراهقين الذين هم عماد المجتمع والمستقبل.
ولا ترتبط الاضرار الكبيرة التي تخلفها هذه الآفة بالشخص نفسه وبعائلته فحسب، بل بما تخلفه بالمجتمع بأسره، حيث أن أغلب الذين يرتكبون جنح وجرائم ( سرقة – قتل ) هم من متعاطي المخدرات الذين غاب عنهم العقل والإرادة وحضرت فيهم الرغبة والشهوة والنزوع لارتكاب كل ما هو ممنوع وغير مشروع وغير قانوني.
وتعزى أسباب هذه الآفة إلى عوامل كثير اجتماعية ومادية وأسرية، لعل أبرزها العوز والحاجة وغياب التوعية الأسرية الصحيحة والسليمة، لكن يبقى أهم وأبرز تلك العوامل هو ما يتعلق بالأسرة، خاصة الأسر المتفككة التي تلفها وتكسوها الصراعات والمشاحنات والتي تنتهي في الغالب إلى انفصال الأبوين وتشرد أفراد الأسرة لأحضان رفقاء السوء أو إلى أحضان الشارع بأخطاره وآفاته الخطيرة.
إن الوعي بأخطار هذه الآفة التي بدأت تنتشر بشكل مضطرد ومقلق مؤخراً، يساهم إلى حد كبير بتحصين المجتمع، وهذا ما تقوم به الدولة السورية التي لم تدخر جهداً لمعالجة ومحاصرة هذه الآفة التي تهددنا وأبنائنا من خلال الجهود الكبيرة التي تقوم بها وزارة الداخلية، ومن خلال الندوات والبرامج التوعوية والتثقيفية التي تسلط الضوء على مخاطرها وأضرارها على الفرد والمجتمع.