تجهد الإدارة الأميركية لإطالة أمد الحرب في أوكرانيا ومحاولة استنزاف الطاقات الروسية بشتى الوسائل الممكنة، وتسخر لهذه الغاية الاستعمارية الدول التي تهيمن عليها وفي مقدمتها الدول الأوروبية الخاسر الأكبر من استمرار الحرب، وهاهي الآن تعمل من خلال الضغط على الدول التي تهيمن عليها لذات الهدف، حيث عقدت قمة مجموعة السبع التي تضم إضافة إلى الولايات المتحدة الأمريكية كلاً من بريطانيا وفرنسا وألمانيا واليابان وكندا وإيطاليا من أجل تقديم الدعم لأوكرانيا وبما يطيل الحرب التي سيدفع الشعب الأوكراني ثمنها غالياً مع حتمية الهزيمة أمام الجانب الروسي حيث وقائع الميدان تؤكد ذلك.
مجموعة السبع التي عقدت قمتها في قلعة في جبال الألب البافارية في ألمانيا أصدرت بياناً قالت في جزئية منه:(سنواصل تقديم الدعم المالي والإنساني والعسكري والدبلوماسي والوقوف مع أوكرانيا مهما استغرق الأمر من وقت) والتعمق في تحليل هذه الكلمات نجد التضليل واضحاً لجهة القول الدعم الإنساني لأن الولايات المتحدة الأميركية هي من ورطت أوكرانيا بهذه الحرب وهي سبب ويلات الشعب الأوكراني لأنها رفضت إعطاء ضمانات للجانب الروسي بما يخص أمنه القومي وعدم توسيع حلف الناتو.
أما فيما يخص الدعم العسكري فهي فعلاً فتحت مستودعاتها ومستودعات الدول الأوربية وغير الأوروبية لتقديم السلاح لأوكرانيا، وهنا يكمن الهدف الاستعماري الأميركي، فهي تريد محاربة الروس حتى اخر جندي أوكراني أو مواطن أوكراني وهذا أيضاً يشير إلى النفاق الأميركي عندما تتباكى على الوضع الإنساني والدليل الآخر ومن البيان الذي صدر أن الولايات المتحدة تريد إطالة أمد هذه الحرب القول مهما استغرق الأمر من وقت أي إنها مع الدول التي تهيمن عليها سوف تقدم كل ما من شأنه مواصلة الحرب ضاربة عرض الحائط بالمعاناة التي يتعرض لها الشعب الأوكراني من استمرار الحرب ومنع الرئيس الأوكراني الإمعة من الجلوس على طاولة المفاوضات وإزالة قلق روسيا بشأن أمنها القومي.
دفاع الولايات المتحدة الأميركية المستميت عن النظام العالمي وحيد القطب لن يحقق لها أوهامها ولن تستطيع عبر إطالة الحرب في أوكرانيا الحفاظ على هيمنتها على العالم، فالجانب الروسي مستمر في عمليته العسكرية الخاصة والتي تحقق التقدم في الميدان ولن تنفع قوافل السلاح الأميركية والأوروبية ومن الدول الأخرى في مجموعة السبع من وقف التقدم الروسي في الميدان والذي بات معروفاً للجميع أن هذه العملية العسكرية ستكون أحد الأعمدة الرئيسة في بناء النظام العالمي الجديد وأفول نظام القطب الواحد الى الأبد.