من ورقٍ وخيال

في أحد حواراته يعترف إمبرتو إيكو: “دائماً ما كنت أقول إنه ليس المؤلف هو الذي يكتب الرواية. هو يفترض بعض نقاط البداية وحسب، ثم تكتب الرواية نفسها شيئاً فشيئاً”..

ويستخلص إيكو أن الكاتب هو من يَتبع بطلَه.

إذا ما افترضنا أن أي منا هو بطل حياته، للدّقة البعض وليس الكل، فهل هذا البعض منا يُسيّر خطوط حكايته وفق إرادته.. أم تَسير أحداث يومياته وفق كاتبٍ آخر أو ظرف ما..؟

هل نحن فعلياً من نختار.. ونسيطر على مختلف دروب ومفترقات حياتنا..؟

بين أبطال من ورق، هم أبطال الخيال.. وأبطالٍ آخرين من لحم ودم، هم أبطال الواقع، يفترض أن يكون هؤلاء هم “نحن”، تبدو المقارنة لعبة ليست لصالح الآدميين..

وإذا ما أدركنا سيادة منطق (اللعب)، لربما أصبحنا أكثر نضجاً بمسايرة قوانين لعبة الحياة.. وبالتالي معرفة كيفية كسب جولاتها..

أو بأقل تقدير معرفة كيفية تفادي الخسارة، ولو لحين.

لوهلة.. تصيدك الحيرة حين تستغرقك تلك المقارنة..

فكيف يمكن لبطلٍ من ورق أن يكون أكثر جرأةً وشجاعةً من أبطالٍ واقعيين.. أو حتى من موجده/صانعه..؟!

في هذا الزمن تحديداً، قلّت نسبة البطولة وقلّ وجود أبطالٍ حقيقيين..

فزادت حالات البطولة الخيالية، على حساب تلك الواقعية..

وتماماً كما يحتاج خلق البطل الروائي لشروط إبداع غاية في المهارة والابتكار.. يحتاج كذلك البطل الواقعي لشروط غاية في التشجيع والقبول والاحتضان.

صحيح أن وجود البطل “الكلاسيكي” أصبح مُتجّهاً أكثر وأكثر نحو الأسطرة حالياً.. لكن وبذات الوقت ثمة حالة من الانزياح في مفهوم “البطولة”..

فمقاييس البطولة اختلفت في هذا الزمان..

وأن تكون فقط موجوداً وقادراً على الاستمرار.. أن تحافظ على وجودك في زمن الأزمات والحروب بحدّ ذاته بطولة من نوعٍ خاص جداً..

تماماً كما حصل مع بطل أصغر فرهادي في فيلم (بطل) الذي لم يكن بطلاً وفقاً معايير وضعها المحيطون له.. كان بطلاً بتطبيق قناعاته وحدَه، فلم يساير غير قناعات..

أن لا تسمح للظروف بقهرك، هو نوع من بطولة.

آخر الأخبار
٥٠ منشأة صناعية جديدة ستدخل طور الإنتاج قريباً في حمص الإعلام على رأس أولويات لقاء الوزير مصطفى والسفير القضاة وزير الإدارة المحلية والبيئة يوجه بإعادة دراسة تعرفة خطوط النقل الداخلي سجن سري في حمص يعكس حجم الإجرام في عهد الأسد المخلوع ميشيل أوباما: الأميركيون ليسوا مستعدين لأن تحكمهم امرأة لجنة السويداء تكسر الصمت: التحقيقات كانت حيادية دون ضغوط الضرب بيد من حديد.. "داعش" القوى المزعزعة للاستقرار السوري من الفيتو إلى الإعمار.. كيف تغيّرت مقاربة الصين تجاه دمشق؟ انفتاح على الشرق.. ماذا تعني أول زيارة رس... تفعيل المخابر والمكتبات المدرسية.. ركيزة لتعليم عصري 2.5 مليار يورو لدعم سوريا.. أوروبا تتحرك في أول مؤتمر داخل دمشق مغترب يستثمر 15 مليون دولار لتأهيل جيل جديد من الفنيين بعد زيارة الشيباني.. ماذا يعني انفتاح بريطانيا الكامل على سوريا؟ فيدان: ننتظر تقدّم محادثات دمشق و"قسد" ونستعد لاجتماع ثلاثي مع واشنطن وفود روسية وتركية وأميركية إلى دمشق لمناقشة ملف الساحل وقانون "قيصر" رغم نقص التمويل.. الأمم المتحدة تؤكد مواصلة جهود الاستجابة الإنسانية بسوريا بين "داعش" و"قسد" وإسرائيل.. الملفات الأمنية ترسم ملامح المرحلة المقبلة المنطقة الصحية الأولى بجبلة.. نحو 70 ألف خدمة في تشرين الأول تفجير المزة.. هل حان وقت حصر السلاح بيد الدولة؟ عودة محطة بانياس.. دفعة قوية للكهرباء واستقرار الشبكة نحو شوارع أكثر نظافة.. خطوات جديدة في حلب