الثورة _ نوار حيدر:
صدر العدد الجديد من مجلة الأسبوع الأدبي العدد (١٧٨٠) الصادرة عن اتحاد الكتاب العرب. تناول جملة من القراءات الأدبية و الأخبار الثقافية، إضافة إلى العديد من القصص و القصائد الشعرية، كما أضاء على عدد من نشاطات اتحاد الكتاب العرب.
في افتتاحية العدد كتب د محمد الحوراني تحت عنوان “التسامح بدلاً من الإقصاء” أعتقد جازماً أن النظام الأخلاقي الثقافي محكوم بمهمات أساسية ، لا ترتبط بالمجتمع والارتقاء به وتحقيق النهضة المنشودة فيه، والثقافة هي الحاكم والموجه الأساسي لكل فعل تنويري، ويتحقق هذا إذا كانت الثقافة حية وقوية وفاعلة، فإذا ضعف نظام القيم والأخلاق ، وذبلت الثقافة، غدا أساس التعامل هو تحقيق الرغبات السلوكية دون اعتبار للجماعة وسلامتها، ودون مراعاة لمستقبل المجتمع، وكيف ينبغي أن يكون؟
الثقافة على المستوى الفردي لا ترتبط بالشهرة، أو الإنتاج الإبداعي، بل ترتبط بالمعرفة، ولعل من أهم الكوارث في المشهد الثقافي، النزوع نحو الفردية، وهذا عائد إلى حالة مرضية يعانيها المثقف النخبوي النرجسي المتضخم.
وتحت عنوان “الأدب الروسي أهم حراس الإنسانية بالعالم” كتبت بلقيس حميد حسن ..الحضارة قيم روحية تعمقها الثقافة عبر الأدب الإنساني النبيل، وليس أكثر من أدباء روسيا وشرق أوروبا عموماً من اهتم بهذا، فدستيوفسكي، وتشيخوف، وغوغول، وحمزاتوف، ومكسيم غوركي، وغيرهم..هم من نحت روح الثقافة الإنسانية والارتقاء بها إلى مصاف العدالة والرحمة والمحبة المطلقة في القرنين السابقين، واليوم تصدم بمنع الأدب الروسي من الثقافة ببعض دول أوروبا الغربية، ولابد أن نتساءل باندهاش: هل يعتقد الغرب(المتحضر) أننا سنرد عليهم بالمثل ونقاطع غوته مثلاً أو يريش هانيه لأنهما ألمانيان؟ أو نترك المتعة بقراءة شكسبير لانه انكليزي؟ أو أننا لا نهتم لما قاله جان روسو، وجان بول سارتر لأنهما فرنسيان؟…
الثقافة التي نريد أن نسميها عالمية، لابد أن تنتفي بها الفوارق التي يحكمها الانتماء واللون والجنس.
كتب منير خلف تحت عنوان “تحدي القراءة أم تحدًّ بالقراءة”
إن فكرة (تحدي القراءة بالعربي) جاءت من تسمية أكبر مشروع عربي أطلقوا الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بالتنسيق مع وزارة التربية السورية ضمن سياق رفع الوعي بأهمية القراءة وإحياء إعادة القراءة لدى جيل الشباب الواعد الموكل إليه بناء الأرض والإنسان في المرحلتين الراهنة والقادمة على حد سواء ، وكان لاتحاد الكتاب العرب إسهامات مفيدة من خلال لجان الإشراف العام لتحكيم مسابقة تحدي القراءة العربية في المحافظات السورية.لاريب أن معظم الجيل الجديد إن لم يكن كله، أو جلّ سكان الأرض لا تنفك أجهزة التواصل تبرح ساحة أيديهم أو تغيب عن أعينهم لحظات طفيفة كونها صارت ملازمة لبصمات العين وجينات الذاكرة، محرضة سواكن القلب وشواغل المهملات.
فهل سننتظر وينتظر أجيالنا من يوقظ فينا ولديهم حب القراءة الذي مازال يعاني غفوات حسيرات؟أم أن الأوان أوشكت شمسه أن تشرق، معلنة رحيل الغفوة وجلاء جنود الكسل والإهمال والغلبة من بلاد قلوبنا ومفاوضات طموحاتنا القادمات؟
تحت عنوان “الاستثمار الثقافي وعي غائب” كتب سليم بركات ..للثقافة مكنة في تشكيل هوية الدولة، كما لها حضورها المؤثر و الملهم في بناء المشروع المستقبلي لتنمية ثقافة مستدامة تعبر عن الهوية الوطنية وتفرز وحدتها، وهذا يعني أنه بقدر ماتكون الدولة حاضرة في مجال الثقافة عبر المعايير الرسمية التي تخدم استراتيجيتها، بقدر ماتكون حاضرة على مستوى العالم، ونحن لا نجانب الصواب إذا قلنا إن فلسفة الدولة الثقافية تتنوع من دولة إلى أخرى في مفاهيمها، وفي توظيف هذه المفاهيم واستثمارها..
أيا كان تعاطي الدولة مع مكانة الثقافة، أكان ذلك من حيث الحضور، أم كان ذلك من حيث الرعاية، فإن للثقافة مناخها المناسب، كي يكون الإبداع والاستثمار الثقافيين، الأمر الذي يستدعي وجود مراكز علمية و بحثية لهذه الغاية، بالإضافة إلى وجود وسائل إعلامية متخصصة تتطلبها التنمية الثقافية، لإنشاء البنية الخصبة المساعدة على الإبداع الثقافي ، والتي لا تتم إلا بالانسحاب التدريجي لسلطة الدولة من مجال التوجيه الثقافي المباشر المركز على رعاية الإنتاج ودعمه، للخروج من مرحلة ثقافة الدولة إلى مرحلة الدولة الثقافية.