قد يكون التعاقد مع مدرب ينحدر من المدرسة البرازيلية، ولديه سيرة ذاتية مرصعة بالإنجازات والألقاب، مغرياً لبسط مساحة أوسع من التفاؤل، فيما يخص مسيرة اتحاد كرة القدم الجديد من جهة،وواقع منتخباتنا الوطنية التي ستكون جميعها وبكل فئاتها، تحت إشراف هذا المدرب الذي سيكون بمنصب، المدير الفني، في اتحاد اللعبة الجماهيرية الأولى، من جهة ثانية، لكننا في الوقت ذاته لا يمكننا الانجرار خلف العناوين البراقة، ولا الاطمئنان أن مصاعب كرتنا ومشكلاتها في طريقها للتلاشي، وأن عللها المزمنة دخلت طور المعالجة الحقيقية!
لا نقول هذا الكلام من منطلق التشاؤم أو حدة الزاوية التي نرى من خلالها مشهدنا الكروي برمته، وإنما لأن الجانب الفني هو أحد الأعمدة الذي يقوم عليه ذلك المشهد، وليس اختصاراً لإشكالياتنا الكروية، وهذا ما أشار إليه بعض المدربين الذين خاضوا تجربة قيادة منتخباتنا، فتحدثوا عن حلقات ضائعة أخرى في السلسلة، تبدأ من الأندية والمسابقات، ولا تنتهي عند الشخصية المفقودة لمنتخباتنا، وسوء حالة ملاعبنا!.
لن يقدر هذا المدرب، مع التقدير لتاريخه وكفائته، ولا أي مدرب عالمي على صنع المستحيل أو إحداث فارق جوهري في شكل ومضمون كرتنا، إذا لم تجتمع في سلسلته بقية الحلقات المفقودة، وهذه الأخيرة، لا تأتي بقرار ولا توجيه، وإنما ثمرة لعملية متكاملة من التأسيس والبناء و الجهود المخلصة المضنية.
إن التجارب المماثلة الناجحة للآخرين كانت مبنية على أسس موضوعية من البنى التحتية المتينة، وجاءت الاستعانة بمديرين فنيين على سوية عالية من الخبرة والكفاءة، لتكمل اللوحة وتجعلها أمثلة يحتذى بها!!.
لطالما كانت البدايات صعبة وشاقة، بيد أن آلام المخاض تتبدد سريعاً، بمجرد ولادة كائن سليم ومعافى، ونطمح ونأمل أن تكون كرتنا قد أدركت تخلفها عن الركب، وتسعى للحاق به، وقد بدأت باتخاذ خطوات جادة، ولو كانت وئيدة.