مهما تكن عناوين تلك التظاهرات التي احتفت بالطفولة، وغزت عالمهم المليء بالمحبة والبراءة والإبداع في الآن نفسه، فإن هذا التوجه نحو الاهتمام بهم ومشاركتهم آمالهم وطموحاتهم وتطلعاتهم، يشكل خطوة هامة في الطريق الصحيح، وخصوصا في مرحلة هي الأصعب، في ظل السماوات المفتوحة على العالم وما تحمله هذه النوافذ وما تبثه من سموم قد تودي بهم في غياهب الضياع.
تظاهرات طفولية عديدة، شهدتها المسارح والمراكز الثقافية وحتى الأماكن العامة من مثل الحدائق، وبرعاية خاصة من وزارة الثقافة متمثلة بمديرية المسارح والموسيقا، لتقديم كل ما من شأنه الارتقاء بذهنية الطفل واحتضان مواهبه وإبداعاته، وتنفيذ نشاطات مختلفة تركز على تنمية الخيال لديه من جهة، وتقديم القيم التربوية والأخلاقية من جهة أخرى، من أجل بناء علاقة متينة بينهم وبين المجتمع بكل مكوناته الطبيعية والبشرية والعلاقات الاجتماعية.
ولكن وبالرغم من انتشار هذه التظاهرات الثقافية والتوعوية والترفيهية في غير محافظة، نجد شحا ظاهرا في الأرياف لجهة التوجه إلى شريحة الأطفال، رغم أنهم يشكلون الشريحة الأكبر في هذه البيئات، ويفتقرون إلى المسارح والحدائق لممارسة هواياتهم، ما يجعلهم يتوجهون ربما إلى أماكن لا تليق بهم لقضاء عطلتهم الصيفية، دون استثمار هذه الفترة في أنشطة مفيدة تسليهم وفي الآن نفسه تغني عقولهم بالمعرفة وتكسبهم الثقة بالنفس وتعزز لديهم قيم المحبة والخير والسلام.
فمن الأهمية بمكان خلق مساحات صديقة للأطفال، تحتضن نشاطاتهم وتكون بمثابة الملاذ الآمن، يتلقون فيه الرعاية والتوجيه، ولا بأس أن يكون المجتمع الأهلي شريكا في هكذا مشروع، لخلق الفرص المناسبة في إظهار إبداعات الأطفال في المجالات كافة، وربطهم بالفنون كالرسم والموسيقا والمسرح، إضافة إلى جلسات في القراءة، لجذبهم إلى عالم الكتاب ونشاطات مختلفة تملأ وقت الفراغ لديهم وتنمي مهاراتهم وترسم البسمة على وجوههم.
ولا يختلف اثنان بأن أطفالنا يمتلكون مواهب نادرة، عندما نحسن إدارتها، فحري بهم أن ينعموا بمزيد من الحب، ومزيد من الرعاية والاهتمام، هم فرح الوطن .. هم في عيوننا.