الثورة – عمار النعمة:
احتفل السوريون بالأمس القريب بعيد تأسيس التلفزيون العربي السوري 62 فمنذ ذلك اليوم وحتى اللحظة كان التلفزيون مؤسسة وطنية شكل منذ انطلاقته منارة إعلامية داخلياً وخارجياً وكان المدافع عن قضايا الوطن وهموم شعبه السوري.
لاشك أنه منذ التأسيس سعى القائمون عليه لأن يكون له دور ريادي سواء في تقديم البرامج أو من خلال الإنتاج الدرامي الذي كان وما زال محفوراً في ذاكرة السوريين والعرب, فقد حرص على التنوع في برامجه وإعطاء الفرصة للحوار وإبداء الرأي والرأي الآخر كما استطاع أن يحقق إنجازات على كافة الصعد بالإضافة إلى جهد العاملين وطاقاتهم الخلاقة في صنع الكثير من التغيرات الإيجابية والمهمة سواء في الإذاعة أو التلفزيون.
في سنين الحرب القاسية على سورية كان التلفزيون السوري ترسانة حقيقية في وجه المتآمرين والمخططين فعلى الرغم من الإمكانيات القليلة استطاع مواجهة إمبراطوريات الإعلام الكبرى المزودة بالمال وأحدث التجهيزات الحديثة والتكنولوجيا. واليوم رغم الحصار الاقتصادي الجائر بحق السوريين لا يزال الإعلام يواجه ويتصدى لحملات الكذب والتضليل مطوراً الأدوات والمحتوى الإعلامي في آن واحد مؤمناً بأن من يملك الإرادة الحقيقية يستطيع أن يبقى شامخاً قوياً محافظاً على ثوابته الوطنية.
عشر سنين ونيف من الألم والمعاناة والصبر ما زادت السوريين إلا إيماناً بالوطن ورسالته، وخلوده, فهم الذين سجلوا في ذاكرة التاريخ صموداً سورياً على مساحة الكون كله وباعتراف القاصي والداني.
اليوم وغداً من حقنا أن نحتفي بما قُدم على مدار 62 عاماً تخللها الكثير من العمل والأمل والإنجاز، ومن حقنا أن نفخر بأننا القادرون على التجدد الدائم كما كنّا القادرين على الثبات والصمود والفعل عبر الأيام والسنين.