بعد غياب طويل، سجلت كرتنا الطائرة حضورها، على مستوى المشاركة الانتخباتية الإقليمية،في بطولة غرب آسيا الأولى للشباب،وهذه المشاركة،وإن كانت نتائجها الرقمية لا ترقى لمستوى الطموح،لكنّها حققت فوائد جمة،لهذه الرياضة التي شارفت على الانقراض،وكادت تكون مجرد سطر في كتاب الذكريات الجميلة..
فكرة تشكيل منتخب من المواهب الشابة والخامات الواعدة،يمكن اعتبارها صفحة جديدة في تاريخ كرتنا الطائرة المعاصر،وبداية النهاية لاندثارها وتلاشيها،كما أن الزج بالمنتخب في بطولة إقليمية،في ظروف تحضير متواضع واستعداد خجول،مع صعوبات السفر الطويل براً،قرار جريء وشجاع من اتحاد اللعبة والمكتب التنفيذي على حدٍّ سواء،ناهيك عن الفوائد الفنية المتعددة التي جناها المنتخب ،فريقاً وأفراداً،من الاحتكاك مع منتخبات عربية تفوقه امكانات وتحضيراً،ومايترتب على ذلك من كسب الخبرات وكسر حاجز الرهبة،والتهيئة ليكون هذا المنتخب نواة للمنتخب الأول في المدى المنظور..
على ألعابنا أن تعي الأمور على حقيقتها،وليس بمفهومها العكسي،فالمشاركات والحضور في البطولات العربية والقارية والإقليمية،والدولية أيضاً،السبيل الوحيد للنهوض واللحاق بالركب،بغض النظرعن النتائج،في حين أن ضمان النتائج ومغبة التعرض للانتكاسات والتخوف من الخسارات،عوامل ساهمت في تراجع ألعابنا،وسيزداد هذا التقهقر،مادامت هذه الطريقة في التفكير والإدارة،مسيطرة ولها الكلمة الفصل،في المشاركات الخارجية.