الثورة – حمص – رفاه الدروبي:
يحمل الفن الاستشراقي مجموعة لوحات يجمع بينها اهتمام تاريخي وشغف غني يؤديان إلى أعمال ذات مضمون فكري والتذوق الفني ويتلاقى التاريخ مع كل العلوم والفنون والمعارف، كما يجد الفن طريقه مع التاريخ بمحاضرة طرق بابها ياسر محمد السباعي عنوانها “الرسم الاستشراقي” حضرها نخبة من الفكريين والأدباء والمهتمين في مقر الجمعية التاريخية.
واستعرض السباعي خلال حديثه عن محاسن الاستشراق أنَّه حفظ أشكال بعض المباني والمساجد والقلاع والملابس وحتى معالم المدن الكبرى، ورسموا حركة الناس اليومية من مأكل ومشرب ولباس ونقلوها إلى بلادهم وكان بعضها واقعياً وبعضها الآخر متخيلاً.
تركوها لنا شاهداً بعد مرور سنوات طويلة من الحروب والدمار.
لافتاً إلى أنَّ الفن ذاته أثار اهتمام بعض الأوروبيين لتعلم اللغة والاطلاع على المعالم السياحية ما أدى إلى التفاهم والتقارب وساهم بتلاقح ثقافات وحوار حضارات وأدخلت مصطلحات كآرابيسك وبينت جماليات الخط العربي وحفظت أشكال ووجوه القادة والزعماء.
المحاضر رأى بأنَّ الاستشراق بالمفهوم القديم الأصلي لم يعد موجوداً بل بقي تاريخاً معلقاً بلوحات على جدران المتاحف يحمل قيمة فنيَّة وتاريخية وانتهى زمنه ولم يعد يلبى الحاجة مع وجود آلات التصوير المتطورة والأقمار الصناعية. مبيناً أنَّ مفكري الشرق لم يردوا على المستشرقين الفكريين بالرسم لعدم وجود حركة فنية وتراثية شرقية، وإنما لجؤوا إلى دراسته بشكل عام دون الغوص والتعمق فيما وراء اللوحة ولم يبقى إلى الآن إلاّ بقايا قليلة.
كما أشار المحاضر إلى أنَّ أهداف اللوحات كانت فنيَّة بحته وحسب رؤية فنانين غربيين يبحثون دائماً عن مصادر إلهام جديدة مثل أيّ فنان آخر. خاتماً حديثه بأنَّ الفن الاستشراقي له عدة وجوه لعمله واحدة فالبعض يراه ذا مضمون فكري يحمل في ثناياه ثقافة دينية ولغوية لكن غرضه الأساسي الطعن بالفكر والثقافة العربية الشرقية، وآخرون يرون أنَّه أظهر جمال الشرق غنيَّاً بشمسه راقصاً بحسناواته وهنَّ مكللات بالذهب.