ليست المجزرة الأولى وربما لن تكون الأخيرة، ولكنها نقطة وعلامة على عار أصاب البشرية كلها، ولاسيما تلك الدول التي نصبت نفسها حاكما باسم السماء، تعاقب هذه الدولة وتكافيء تلك، الكيان الصهيوني المنغمس بالدم والنار والغدر والجبن لايترك أي فرصة سانحة ليرتكب الحماقات والمجازر إلا ويسارع إلى تنفيذها.
العدوان على غزة وكل فلسطين، ليس عدواناً على الشعب الأعزل وحده إنما على الشعب العربي كله من المحيط إلى الخليج، وهو رسالة أكثر من واضحة وربما تعاد للمرة الألف أن هذا الكيان لايمكن أن يكون خارج روح العدوان، لايمكن أن يؤمن جانبه، مهما هرولتم وقدمتم من تنازلات، ووضعتم أنفسكم خدماً بالمجان، يريد المزيد منكم، لأنكم باختصار في عقيدته السياسية والفكرية غوييم (أي حيوانات) خلقها الله على شاكلة البشر لتكون صالحة لخدمة اليهود كما تسوق توراتهم المزعومة وتلمودهم وبرتوكلات من يسمون حكماءهم.
المجزرة لم ولن تتوف وإن ادعى الكيان الصهيوني أنه توقف عن عدوانه، إنما يعد العدة لجولة غدر أخرى، وهو يعرف أن الثمن الذي يدفعه لن يكون سهلاً ولا بخساً، ولكنها عنجهية من يلفظ أنفاسه الأخيرة، الشعب العربي الفلسطيني الذي أدرك منذ فترة طويلة أن ما يسمى العالم ليس إلا أكذوبة، يطلق التصريحات بعد فوات الأوان، ويدعم الكيان الصهيوني بكل ما يقوم به.
واشنطن وباريس ولندن عواصم الشر العالمية تؤيد ما يقوم به الكيان الصهيوني وتراه دفاعاً عن النفس بينما كل المجازر التي يرتكبها لا تعنيها أبداً، والأمم المسماة متحدة أيضاً هي في سبات، ولا عتب على هؤلاء كلهم ما دامت الأنظمة العربية تقدم المزيد من التنازلات وتهرول لتنال رضى المحتل الذي يصرف ذلك كله في تكريس الاحتلال والمزيد من العدوان، ولكنه يدرك في المحصلة أنها بدايات النهاية.