هل هذا هو (التفويض الإلهي) لنشر الديمقراطية الذي تحدث عنه جورج بوش حين بدأت غزوات واشنطن للعالم والمنطقة تحت هذا الشعار، ولم تنتهِ حتى اللحظة.. وكيف يشرح لنا الرئيس الأميركي جو بايدن ديمقراطيته مع ترامب، وتزهد الرؤساء الأميركيون في السلطة، وقد حولوا المكتب الفيدرالي لكلب مسعور بحسب وصف السيناتور تيد هيوز.
لا ينقص بايدن وترامب سوى التراشق بالأحذية لرفع شعبية كل منهما في السباق إلى انتخابات البيت الأبيض في ٢٠٢٤.
الأكثر غرابة أن بايدن أمر المكتب الفيدرالي باقتحام منزل ترامب وإخراج الوثائق من مغارته الرئاسية السابقة والكشف عن صندوقه الأسود وربما رؤية ما تحت وسادته، في محاولة من بايدن لرفع شعبيته المتدهورة من خلال نشر الفضيحة لمنافسه الجمهوري وليس إثبات نفسه كرئيس بإنجازاته.. فلا إنجاز لبايدن حتى اللحظة إلا بدخول بيت ترامب.. أما السياسة فقد فشل حتى في أن يستقبله رئيس دولة عندما هبط في قمة جدة.
الأغرب من ذلك أن أحد السيناتورات وصف اقتحام بايدن لمنزل ترامب بأنه تسييس مسلح يشبه ما يجري في دول العالم الثالث، وكأن واشنطن تأكل جثث الضحايا في العالم الثالث بالشوكة والسكين وبكامل الإتكيت لتعلن أنها الأولى عالمياً.
إذا كانت أميركا تتباهى بديمقراطيتها، فمن الواضح أن هذه الميزة الأميركية يبدو أنها حفرة حفرت للعالم لتقع أميركا فيها هذه المرة، خاصة مع استماتة رؤسائها للحصول على السلطة في البيت الأبيض حتى ولو كلفهم ذلك أن يتشابكوا بالأيدي أمام الرأي العام.
لا تشبه الانتخابات الرئاسية الأميركية سوى مصارعة الثيران في الحصول على الفوز، فالمرآة الأميركية اليوم تعكس صورة الانحطاط السياسي والأخلاقي لواشنطن والذي تتوضح باحتلال الشعوب والبلدان وبسرقة مواردها كما جرى في سورية، حيث تسرق واشنطن النفط والغاز والقمح في وضح النهار.. واليوم بايدن يدخل إلى غرفة نوم منافسه ترامب .. كل ذلك من أجل شعار أميركا أولاً، والذي بات يعكس أن أميركا كما تقول إحدى الصحف قد تحولت لجمهورية موز رغم قوتها الاقتصادية، لكن ضعفها السياسي وانحطاط الدولة العميقة والدولة الواجهة فيها جعل رجال السياسة فيها أقرب إلى قردة يتصارعون على شجر الموز والسلطة!.