الآن وبعد أن صدرت نتائج الدورة التكميلية /الثانية/ لطلاب الشهادة الثانوية بفروعها كافة،ينتظر الطلاب على أحر من جمر تعليمات القبول الجامعي،طبعاً نحن لنا موقف على نتائج هذه الدورة الامتحانية،لأن ما حدث فيها من تجاوزات يفوق التصور وبالتالي لم يحدث في أي دورة امتحانية سابقة،بطبيعة الحال التربية اتخذت إجراءات ربما تكون صارمة إلى حد ما، لكن لم تكن بمستوى المخالفات التي ارتكبت، بكل الأحوال نحن ننتظر صدور قرارات شديدة بحق كل من أساء للعملية الامتحانية.
نعود لنقول الطلاب ينتظرون بفارغ الصبر تعليمات القبول الجامعي،الذي نأمل أن يدرس بشكل منطقي،ويخلق مناخاً مناسباً للشباب السوري للاستقرار في الوطن وإيجاد فرص عمل له إضافة إلى الاهتمام بمخرجات التعليم وجعلها تتواءم مع حاجة سوق العمل وكافة القطاعات الوطنية.
طبعاً الحديث عن القبول الجامعي وما يترتب عنه من مشكلات يدفعنا للقول إن لدى جامعاتنا مباني عملاقة، تستوعب عشرات آلاف الطلاب ولديها من المخابر والمشافي التعليمية ما يؤهلها أن تكون منافساً حقيقياً للجامعات الخاصة،وذلك من خلال طرح هذه المباني إلى جامعة خاصة تديرها وزارة التعليم العالي دوامها بعد الظهر،تضع معدلات قبول مغايرة لتلك المعدلات الموضوعة للدوام الصباحي،ونعتقد جازمين أن مثل هذا الاقتراح سيزيد من دخل الخزينة،إضافة لزيادة دخل الأساتذة الجامعيين الذين في غالبيتهم مدرسون في الجامعات الخاصة،ناهيك بتخفيف أعباء الأقساط على ذوي الطلاب التي تصل في الجامعات الخاصة إلى ملايين الليرات.
نعود لنتحدث عن مسألة القبول الجامعي باعتبار الطلاب هم القاعدة الأساسية في تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة على كافة الصعد، والرافعة الحقيقية لمرحلة البناء والإعمار كون الاستثمار في الإنسان هو هدف استراتيجي للحكومة أية حكومة إذا كانت جادة في ذلك، وهذا لن يتحقق إلا من خلال السعي الجاد لتحقيقه، ووضع قواعد وبرامج حقيقية تسهم في إعداد وتنمية هذه الموارد التي يتوافر لديها العلم والمعرفة والخبرة والإرادة والانتماء والتصميم.
وهنا نتوجه للجنة التي سيدرس معدلات القبول أن تأخذ بالاعتبار استيعاب جميع الطلاب الناجحين في الجامعات والمعاهد،لأن سياسة الدولة ومنذ زمن بعيد تنتهج هذا النهج في عدم ترك أي طالب دونما متابعة التعليم ليس فقط في مراحل التعليم الأولى إنما في مراحل التعليم الجامعي وفق منهجية واضحة، وحسب ما حصل عليه الطالب من درجات تؤهله دخول الفرع المطلوب لهذه الدرجات،لأن ما نريده أن تكون هناك خطة واضحة لا تستثني أي طالب في تحقيق رغبته في متابعة تعليمه في جامعاتنا ومعاهدنا الوطنية، من خلال توزع عدد الناجحين حسب العلامات للفرعين الأدبي والعلمي ومجمل الأعداد المقترحة للقبول في جامعات دمشق وحلب وتشرين والبعث وحماة والفرات والأعداد المقترحة للقبول من المجلس الأعلى للتعليم التقاني وآليات استيعاب الكليات التطبيقية والمعاهد التقانية،والتوسع بأعداد المقبولين بالتعليم الموازي،هذا القبول باعتقادنا يحقق بعضاً من العدالة لدى الكثير من الطلاب الذين لم يحققوا علامات الفرع الراغبين بالانتساب اليه،ثم إن هذا التوسع يحقق ريعية مالية جيدة للخزينة.