صحيح أن نهائي كأس الجمهورية بكرة القدم بات حديثاً بصيغة الفعل الماضي، وبه أُسدل الستار على آخر مشهد من فصول الموسم الكروي، الذي كان في أسوأ نسخة له، لكن الكلام عن هذا النهائي بالذات وعن هذا الختام الذي بدأ غير مفصول عن سياقات الموسم، من حيث الشكل والمضمون لم ينتهِ بعد، وخصوصاً أنه أتى معاكساً للمأمول والمتوقع، ليس من حيث المستوى الفني فحسب وإنما بطريقة العرض المهزوزة، والإخراج الرديء أيضاً.
والآن كيف نقوم بالانتقال الذهني من فكرة إقامة نهائي كأس الجمهورية وفق رؤية حضارية تجعله مسك ختام؟، وليس مجرد وضع حد لتطاول الموسم الكروي، وتداخل الموسم المنصرم بالموسم المقبل؟! وبين ما جرى في أرض الملعب وعلى المدرجات وخلف الكواليس؟! قد يبدو هذا الانتقال صعباً لبعضهم، لكنه سهل جداً في الواقع!.
فما حمله ويحمله دائماً المشجعون على شكل إعلام للأندية، لا يمكن تفسيره بدخول مشجع للملعب وهو يحمل علم فريقه على عصا فولاذية طويلة غليظة يمكنها أن تهد جبلاً؟!.
هذا المشهد تابعه عشرات الألوف الذين استطاعوا تمييز من يحمل شعار الفريق على أنه سلاح وليس شعاراً!.
لم تكن حالة عامة للأمانة، كانت حالة خاصة وخاصة جداً لكنها عبرت لداخل الملعب، وعبورها يعني إصابات خطيرة في حال حدث أي نزاع بين الجمهور متوتر الأعصاب.
كما أن ما تقدمه ملاعبنا من صورة، نخجل حقيقة منها، ففي نهائي مسابقة منقولة عبر الأقنية الفضائية، وبحضور رسمي رفيع ثمة شباك مثقوبة، تخرج الكرة منها فلا يدري اللاعب هل أحرز هدفاً أم لا، وأرضية غير مستوية فيها مرتفعات ومنخفضات، بحيث لا يمكنك الجزم أن الأهلي كان أهلاً للفوز؟! أم الوثبة الذي وثب فأعاقته حفرة هناك أو هنا!.
أيها المسؤولون عن الرياضة، تعلمون أن الرياضة إحدى مكونات العقل الحديث والمعاصر ؟! ألم يكن بإمكانكم إصلاح أرضية ملعب وشباك مرمى قبل بدء مباراة بهذه الأهمية؟.
السابق
التالي