حضر مؤتمر الأمم المتحدة للاحتباس الحراري وتغير المناخ عام 2021 في غلاسكو المؤرخ والصحفي الهندي (فيجاي براشاد). تلك المدينة الاسكوتلاندية الأهم والمرتبة الثانية في المملكة المتحدة. جميلة بمبانيها وشوارعها، رائعة العمران. فاجأ الرجل الحضور بسؤال مبهر..
عندما نرى مدناً جميلة، هل فكر أحدنا ما هو الجانب الآخر لهذه المدن مستشهداً بقول الكاتب (والتر بنيامين) كل نصب تذكاري يرمز للحضارة، هو أيضاً رمز للبربرية البشرية.. فعندما طردت الهند البريطانيين، كانت نسبة التعليم 13% فقط بعد مئات السنين من الاحتلال.
وضّح فيجاي ما يمارس على المواطنين الأفارقة من استعباد، حين كانوا يساقون من غانا وغيرها إلى العالم الجديد، الولايات المتحدة الأميركية.. مخلوقات بشرية تُصادَرْ جهودها وأرباح أعمالها، تسرق ثرواتها ويتم امتصاص مقدرات بلادها لصالح بلاد لا تعنيها..
المملكة التي لا تغيب عن تاجها الشمس، سرقت 45 تريليون جنيه إسترليني من الهند بين عامي 1765 / 1938 لم تنل الهند منها فلساً واحداً. ما قاله الرجل حقيقة وواقع، فالدول التي استُعْمَرَت في القرن التاسع عشر دخلوها بحجة ادخال الحضارة.. (حضارة مزعومة)..
الحقيقة أن حضارتهم أفرزت الجهل والتخلف، وقامت بسرقة الموارد الطبيعية، هي سياسة الاستعمار.. يضيف باراشاد: غادر البريطانيون الهند والآن يتجرؤون عليهم بعد إنهاك ونهب اقتصادهم وثرواتهم، يحتقرونهم ويستهينون بهم. ما جعل الهنود يمتهنون أعمالاً متدنية..
في مؤتمر المناخ ذاك، اتهمت الصين بتلويث المناخ وانبعاث كربون الفحم.. رغم أن استخراج الفحم من الهند كما بين الرجل فُرض من قبل المستعمر البريطاني، وكان الهنود مرغمين على استخراجه لصالح المملكة المتحدة.. ما جعلهم يعتادون اعتماده في صناعاتهم واستهلاكهم..
نؤيد ونؤكد قول الرجل، بعد مفرزات معاناتنا مما حدث لنا في العقد الأخير من ربيعهم العربي عندما يستمع المواطن إلى بوريس جونسون أو بايدن أو ماكرون، زعماء موروث الاستعمار يتجلى له ولنا كيف هم متغطرسون في طرائق احتقارهم للشعوب المستعمَرَة. في الهند وغيرها..
ما يميط اللثام عن حقيقة التربية والعقلية الصهيونية التي تتحكم بسياساتهم وتبرمج ممارساتهم، وتوجه فكرهم نحو احتقار الآخر، أسلوب عنف صهيوني من العيار الثقيل تتلمذوا عليه، فطرة واكتساباً. في حالة دائمة تتجدد وتتطور لتكريس مفاهيم عقلية، أبرزها التنصل من المسؤولية..
إن تحميل الشعب المُستعمَر المسؤولية، يَظهًر في خطبهم.. حين يتهمون الشعوب بتبديد مقدراتها. بينما الولايات المتحدة تستهلك 25% من مقدرات العالم، علماً أنها لا تمثل إلا 5% من سكانه. وتتهم الصين التي تنتج دولاراتهم، أنها الملوث الكربوني للمناخ..
عقلهم الاستعماري يسرق خيرات الشعوب، ثم يعمل على إقراض الدول المنهوبة من أموالها، فصندوق النقد الدولي عندما يستهدف أي مجتمع، يقدم له المال ديناً بينما هو في الأصل ماله.
يحاصرون الشعوب ينهبونها، ثم يغرقونها بقروض المديونية. معظم الشعوب مضطهدة من هياكل يديرها العقل الصهيوني وممارسيه.. كيف للشعوب أن تعيش بحرية وحضارة مزعومة والعقلية الاستعمارية تدير الاقتصاد والإعلام العالمي، ومؤسساتهم تتكاثر سنة بعد سنة.