طالت الأزمة في سورية لأكثر من عقد من الزمن، وكلما كانت تفتح طاولة نقاش لحلها، يحاول العملاء إفشالها.. بوريس جونسون الصحافي البريطاني الذي كان يعبث في الخفاء ضد حل الأزمة، حتى قبل أن يصبح رئيساً لوزراء بريطانيا، تطاول على الرئيس بوتين.
قال مستهزئاً: (لو كان بوتين امرأة لما غزا أوكرانيا)، الزلزال بدا في رد بوتين بكشف أوراق العميل جونسون ما جرده من رئاسة الوزراء البريطانية.. جاء الرد مؤدباً لكنه صاعقاً، حيث سرب بوتين وثائق ومعلومات تكشف أن جونسون كان جاسوساً لصالح روسيا منذ 40 عاماً.
بدأت الحكاية حين تم تجنيد جونسون لصالح الاستخبارات الروسية، وعمره حينها 26 ستة وعشرون عاماً، وذلك امتداداً لعمل والده، الذي جندته الاستخبارات الروسية عميلاً سرياً لها، بواسطة والدته الروسية الأصل، ما سهل تجنيده، ووالده من قبل ،ويحمل الجنسية الأمريكية.
تضمنت الوثائق المسربة أن الضابط السابق للاستخبارات الروسية، اسكندر ليبيديف كان هو المسؤول عن استلام المعلومات الاستخباراتية، من بوريس جونسون، وتسليمها للاستخبارات الروسية، وبهذا تم للروس اختراق الاستخبارات البريطانية، والأمريكية معاً.
حصل اسكندر ليبيديف على الجنسية البريطانية، وأنشأ امبراطورية تجارية وإعلامية، في بريطانيا، ضمنها جريدة يومية بعنوان بريطانيا المساء، تم توظيف جونسون فيها كمراسل صحفي، حيث كان ذلك بداية لمشواره العملي معهم، قبل امتهانه السياسة.
بعد تولي جونسون رئاسة وزراء بريطانيا كان اسكندر ليبيديف يلتقي جونسون في قلعة يملكها اسكندر في إيطاليا، بشكل سري. وكذلك كان عند توليه سابقاً عمدة لندن.. كما كانت عشيقته زوجته الحالية كاري عميلة للاستخبارات الروسية ولا يعرف أحدهما أن الآخر مجند لصالحها.
ايفيجيني ليبيديف صديق جونسون الحميم والمقرب منه، عينه جونسون عضواً في مجلس اللوردات البريطاني.. بعد أن أصبح رئيساً للوزراء.. وهو أحد الوسطاء في نقل المعلومات بين جونسون والاستخبارات الروسية.. ازداد تقارب جونسون من صديقه الحميم ليبيديف..
حاول جونسون عن طريقه الحصول على ملفه من الاستخبارات الروسية، ليطمس تاريخه في العمالة، إلا أنه قوبل بالرفض، كرر المحاولة من دون جدوى، فلم يفلح مع القيصر.. لأن اللعب معه تلفه المخاطر، وهنا مكمن سر العداء بين العميل جونسون والقيصر الروسي بوتين..
بعد الحرب الأوكرانية بدأ جونسون من خلال موقعه الجديد بالحشد ضد روسيا لهزيمتها في أوكرانيا، مصرحاً بأنه سيقاتل حتى آخر جندي أوكراني.. ظاناً أنه بهذه التصريحات يمكنه دفع البلاء عن كشف أوراقه التي يسربها بوتين، كحالة دفاع استباقية، بحجة أنها مزورة.
بعد التسريبات شكل مجلس العموم البريطاني لجنة تحقيق مع جونسون، ساورتها حملة شرسة من حزب المحافظين ضد جونسون، ما أجبره على تقديم استقالته.. زامن هذا تأميم بوتين منشأة خط الغاز المسال الذي تمتلك شل 20 % منه، ما ضاعف أزمة الغاز في بريطانيا.
أدى ذلك إلى ارتفاع جنوني في أسعاره، بوتين أخذ يدعم الحركات الانفصالية في اسكتلندا لتنضم للاتحاد الأوروبي، ما يؤدي لتدمير بريطانيا لأن 90% من النفط والغاز البريطاني يأتي من اسكتلندا.. ما يضعضع الاقتصاد البريطاني لأن انفصالها يدمر اقتصاد المملكة المتحدة..
هكذا هم الشركاء الغربيون.. حلفاء لزرع الإرهاب في العالم، ونشر سياسة القتل والدمار، لأن الفكر الاستعماري سمة حياتهم، وسر بقاء هيمنتهم على دول العالم، وأي هزيمة لهم تفكك شراكتهم. هذا ما بدت ملامحه بعد الحرب على سورية، التي فرضت قواعد اشتباك جديدة.