في الرياضة عموماً، وكرة القدم خصوصاً، الفوز والخسارة كلاهما يشكل الوجه الأول، أما الوجه الآخر، فهو الروح الرياضية والناحية الأخلاقية بالتحديد التي لاتنتظر إضفاء الشرعية القانونية على حالة ما، أوهدف يدخل مرمى المنافس بالاحتكام لقوانين اللعبة وقرارات الحكام، بل للوازع الأخلاقي الذي يصبغ أي نشاط رياضي بلونه ونكهته، والذي بدوره يكون الهدف الأسمى لهذه الأنشطة، قبل التفكير أصلاً بالربح والخسارة، أو كسب نقطة أو إحراز لقب…وهذه القاعدة راسخة بين المنتخبات التي لا يجمع فيما بينها، مايجمع فرقاً تتنافس في مسابقات محلية كالدوري أو الكأس، وتضم لاعبين قد يكونون أشقاء في منتخب واحد يمثل البلد بأسره؟!!
مناسبة الكلام ما جرى في مباراة الوحدة والأهلي في الأسبوع الثالث من دوري كرة القدم الممتاز،عندما غابت الحكمة والروح الرياضية،وحضرت الانفعالية والتصرفات الطائشة، وضاعت كرة القدم كنشاط هادف للتحلي بالأخلاقيات والتنافس الشريف،وتجلت تلك السلوكيات الباحثة عن النقاط،بغض الطرف عن الوسائل المستخدمة!!
ولعل القرارات التحكيمية زادت الطين بلة،إن لم تكن من أشعل فتيل الفوضى وساهم في اشتباك لاعبي الفريقين، ونتوقع أن تكون قرارات لجنة الانضباط صارمة وحاسمة تجاه المسيئين، وعدم الاكتفاء بالغرامات المالية.
فالقمة التي جمعت الناديين الأكثر جماهيرية،لم تكن قمة في أي شيء منها،بل عزف نشاز يصم الآذان وتنبو عن مرآه الأحداق،ويضيف إلى الدوري نقيصة جديدة.