في لعبة وهم الأحادية القطبية، وعلى طاولة المتغيرات الدولية، تقامر أميركا بأوراقها المحروقة لكسب خسارة مرتقبة تعومها كانتصار على سطح المشهد الدعائي تظن أنها قد تزيح عن كاهل غطرستها أحمال الإخفاقات المتتالية بإدارة الملفات العالمية ،بعد أن بدأت الأخطاء القاتلة تنخر هيبتها ك” دولة عظمى” تدوس باستخفاف على شرعة الأمم وقوانينها وتمتهن أساليب العصابات الدولية.
لصوصية ونهب ثروات وتعديات وقواعد إرهاب وجاسوسية هنا، وتأجيج نيران حروب وافتعال أزمات وتأزيم أوضاع وتعميق خلافات هناك، ودفع العالم إلى مزالق خطيرة وكارثية في لعبة هيستيرية لا تحتكم لقواعد إنسانية ولا أخلاقية، الغاية منها التفرد بالقطبية لوعلى حساب أنهار من دماء ومعاناة الشعوب بالشرق والغرب، كل هذا وحقائبها أيضاً ملأى برزم عقوبات تكدسها لحين مكيدة تفصلها على مقاس عدائها للدول التي ترفض الهيمنة ومصادرة قراراتها واستباحة أمنها الاستراتيجي.
تلاحق واشنطن بخفين من خيبة سراب الأحادية التي بدأت بالتلاشي مع كل خضة اقتصادية وهزة سياسية ودبلوماسية وترش سكر المكابرة على موت أمانيها بالتفرد، رغم أن صفعات أفول الهيمنة تحفر أخاديد عميقة في وجوه الحقيقة الساطعة بأن بعض الأخطاء والسقطات قاتلة بالتعاطي مع الملفات الدولية لدرجة أنها ترسم بأقلام الحماقات المرتكبة الخطوط البيانية لمنحدرات الفشل الذريع.
فالحسابات الخاطئة والعمى الاستراتيجي لن يؤديا إلا للخسارات وما يبنى على باطل وبلطجة يمتلك عوامل انهدامه ونسفه ،كحقائق مثبتة صحتها في كل الأحداث والقضايا الكبرى.
و هناك حقيقة مفادها أن “الامبرطورية العظمى” بدأت بالتشظي بحكم المعطيات وخيوط هيمنتها الاقتصادية والعسكرية أفلتت من أيدي صناع الحروب والأزمات في واشنطن، ووصفة العقوبات المسيسة مسبقة التجهيز في مختبرات الشر الأميركي باتت فاقدة الفاعلية الكيدية ولا تناسب كل زمان ومكان، إذ ثمة انبلاجات عالمية باتت تعمي إشراقاتها العيون الأميركية وكل التصعيدات العدوانية وضخ الأسلحة بالمليارات لتايوان وأوكرانيا وحتى نهب ثروات السوريين و الشد على أيدي انفصاليي قسد ، عربدة في وقت إرهابي أخير .. والحسم بالخواتيم.