تؤكد تصريحات مستشار الأمن القومي الأميركي السابق جون بولتون، والتي أكد فيها أن بلاده قد تُقدم خلال الأيام القادمة على اغتيال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن الولايات المتحدة قد انتقلت فعلاً إلى مرحلة جديدة من التصعيد قد تكون الأخطر على الإطلاق لما تحمله من تداعيات كارثية على العالم بأسره.
في حقيقة الأمر، فإن سير الأحداث والتطورات خلال الأسابيع القليلة الماضية، يجزم أن واشنطن قد بدأت مساراً متدحرجاً للتصعيد بدأ بتفجير خطوط نقل الغاز الروسية، ثم بتفجير جسر القرم، مع توقعات بقيامها بخطوات مماثلة وأكثر تصعيدية ضمن سياق محاولاتها الحثيثة لخلط الأوراق وكبح جماح التحولات الدولية التي لا تزال تجرف في طريقها ما تبقى من مقومات وحوامل الهيمنة والغطرسة الأميركية.
أميركا بشكل خاص و أوروبا الاستعمارية على وجه العموم، باتوا على يقين بأن مخاضات ولادة نظام عالمي جديد قد وصلت إلى مرحلتها النهائية، وبأن محاولاتهم لإيقاف عجلة التحولات والتغيرات أضحت مستحيلة، لأن العالم أصبح بحاجة ماسة و أكثر من أي وقت مضى إلى منظومة دولية متوازنة و متعددة الأقطاب وتحكمها القوانين والشرع الدولية حتى تنقذه من أنياب تلك الإمبراطوريات الغاشمة و الاستعمارية التي عاثت فيه خراباً ودماراً وفساداً وحروباً طيلة العقود الماضية.
الاستشراس الأميركي والغربي سوف يستمر ويزداد حدة وشدة في القادم من الأيام، لكنه بالتأكيد لن يستطيع أن يعيد عقارب الساعة إلى الوراء، وهذا ما قد يجعل من الوضع خارج عن نطاق السيطرة في كثير من الأحيان كونه لم يعد رهناً بتطورات الأحداث فحسب، بل بات رهناً لخيارات وقرارات وضرورات اللحظة التي ترتبط بحماقات الإدارة الأميركية التي تصر على الذهاب بعيداً في التفجير والتصعيد وإذكاء اللهيب.