الثورة – آنا عزيز الخضر:
في متابعة لفعاليات معرض الكتاب الذي افتتح أمس في مكتبة الأسد بدمشق بعنوان “نقرأ لنرتقي”.. بمشاركة أكثر من خمسين داراً للنشر، في مختلف المجاﻻت، التقت الثورة أحد رواد المعرض ليحدثنا عن هذه المناسبة الهامة ودورها في تثقيف الأجيال..
يقول الكاتب المسرحي “محمدالمحاميد”: معرض الكتاب صورة مشرقة لثقافتتا، وهو مكان يجمع الصديق مع صديقه، والإنسان مع خير جليس له، ليبقى شغف القرّاء هو روحه، إذ يتجاوز معرض الكتب كونه سوقا ضخما ومؤقتا للكتب، ليشمل مفاهيم هامة ومعاني كببرة.
وهو بالتأكيد حدث يستقطب الكثير من الزوار ، والهدف منه هو التبادل الثقافي بين الزوار، لإعادة الاعتبار للثقافة، بصفتها حركة توعوية وتنموية، وغالباً يحضر الكثير من الأدباء والمفكرين في المعارض الكبيرة، وبالتالي يتم كسر كافة الحواجز مع جمهورهم.
معرض الكتاب هو طريقة ممتازة وناجحة من أجل تدارس كافة الوسائل الحديثة لتعميق التبادل الفكري والثقافي، خصوصاً أنه يتم توفير الكتب في المعرض بثمن مناسب، وهذا ما يمثل فرصة رائعة للقراء، ويساعد على إنعاش سوق الكتب، كما يساعد دور النشر على تقديم آخر إنتاجاتها لجمهور من محبي القراءة.
يمكن حتى لمن لم يقرأ كتاباً في حياته، أن يحضر ويتمتع بالفعاليات المصاحبة للمعرض، على أمل أن يستميل قلبه كتاب من الكتب المعروضة، إذ إني أؤمن شخصياً أن من لا يحب القراءة، هو فقط لم يجد الكتاب المناسب بعد..
ويتيح المعرض للقراء، فرصة ملاقاة المؤلفين والكتاب المفضلين لهم، وتبادل أطراف الحديث أو حتى الحصول على تواقيع منهم، على نسخ الكتاب خاصتهم. وهو طريقة ممتازة لترغيب الأطفال في القراءة، إذ يمكن اصطحاب الأطفال للمعرض نظراً لوجود أجنحة خاصة بهم أيضاً .
أيضاً، يمكّن المعرض دور النشر من بيع عدد مهم من النسخ، وهذا ما يشجع المؤلفين على الاستمرار في العطاء، وبما يخص المسرح، هناك أقسام في المعرض، فيها العديد من الكتب المسرحية، وهذا ضروري للتثقيف المستمر للمسرح، وتنشيط الذاكرة المسرحية، فالمسرح هو الفن الرابع وأبو الفنون.
تعددت الأسماء لكن القصد واحد، فالمسرح هو ذاكرة الشعوب الحية، وهو الفن الذي يحتوي داخله العديد من الفنون الأخرى.. مثل الرقص، التمثيل، الكوريغرافيا، والكتابة المسرحية والنقد، ولكنه أيضاً يحتوي المشاعر من فرح وغضب وأحلام الطفولة، التي تحملها مع أول صرخة في وجه العالم، وقد وجدت الكثير من دور النشر تهتم بعالم المسرح ومجاﻻته.