الثورة – فاتن دعبول:
تقديراً لعطائهم الإبداعي والفكري والفني، كرمت وزارة الثقافة الفائزين بجائزة الدولة التقديرية لعام 2022 وهم الأديب فرحان بلبل في مجال الآداب، والفنان التشكيلي الدكتور محمد غنوم في مجال الفنون، والأستاذ الدكتور فايز الداية في مجال النقد والدراسات والترجمة، في مبنى وزارة الثقافة.
وبينت د. لبانة مشوح وزيرة الثقافة أن هذا التكريم هو مكرمة من السيد الرئيس بشار الأسد منذ العام 2012 حيث صدر مرسوم بمنح جائزتي الدولة التقديرية والتشجيعية للمبدعين لفئتين عمريتين.
وأضافت: اليوم تمنح الجائزة التقديرية لثلاثة من المبدعين، ففي مجال الأدب تمنح للدكتور فايز الداية المتخصص في علم الدلالة وجماليات الأسلوب، كما تمنح للفنان فرحان بلبل الكاتب والخرج والناقد المسرحي، والذي قدم الكثير من الأعمال وترك بصمة هامة على المسرح السوري والعربي لا يستهان بها.
أما جائزة الفنون فقد استحقها د. محمد غنوم الفنان التشكيلي المبدع الذي زاوج بين الفن التشكيلي والتصويري من جهة، وبين جماليات الخط العربي من جهة أخرى، فجمع بين الأصالة والتجديد.
وأوضحت وزيرة الثقافة أن الوسام لا يكبر به صاحبه، وإنما يكبر هو بحامله، واليوم نحن نكبر بحاملي جوائز الدولة التقديرية ونكبر بمبدعينا من حقول الثقافة كافة” الفن التشكيلي، الأدب، المسرح ..” نكبر بهم ونتمنى لهم دوام العطاء والإبداع، لأن الساحة متعطشة لإبداعهم، وندعو الجميع أن يقتدوا بهم ويقدموا ما لديهم، فالمجتمع بحاجة للجميع، والثقافة العربية السورية مستمرة ومعطاءة، وعلينا ألا نتقاعس مهما كانت الظروف.
سورية منارة لا تنطفىء
وبدوره بين الدكتور فايز الداية أن هذا التكريم يأتي بعد مسيرة خمسين عاماً من البحث والدراسات والتأليف، وكل ما قمت به كان بدافع الواجب وحب الوطن، والتكريم يحيي بلا شك الجانب الفكري والثقافي والفني، وهو فرحة للجميع، وحافز لنواصل العمل بجد، ورسالة للأجيال أن الجهود التي تبذل من أجل الوطن هي جهود مباركة، وخصوصاً أننا نحن من يصنع الحضارة، وبلدنا هي منارة لا يمكن أن تنطفىء، ومن يريد أن يرى سورية فسيراها في مبدعيها.
وأضاف أستاذ النقد والبلاغة وعلم الدلالة في كلية الآداب بجامعة حلب، اليوم هو موسم للعطاء وموسم للحصاد، حصاد لنا كمبدعين ومؤلفين وكتاب، وهو مستقبل قادم مع الأجيال في الآن نفسه، وجهودنا في السنوات الماضية لم تكن إلا إيماناً منا ببلدنا وحضارتنا، وعملاً جاداً من أجل إعادة الإعمار القادمة، وهي إعمار الحجر والبشر.
وطن أرسى أركان الحضارة
ويرى د. محمد غنوم في التكريم مسؤولية مضاعفة، ويقول: الوطن هو من صنعني وأتمنى أن أتابع هذه المسيرة مع الحرف العربي وأن تكون رسالتي للعالم جميعه، أننا من وطن الحضارة ومن وطن أهدى العالم الأبجدية الأولى.
وأضاف الدكتور المحاضر في كلية الهندسة المعمارية: الفن لغة عالمية ولغة بصرية يطرب لها الجميع، وأكدت المشاركات العديدة في معارض في غير دولة أهمية الخط العربي وعراقته، وهو يمثل جزءاً من هويتنا العربية، لذلك نسعى إلى تطويره.
وبين د. غنوم أن التكريم الذي يعيشه اليوم هو التكريم الأغلى لديه، لأنه أعطى تجربته مع الحروف العربية مصداقية كبيرة، وأنه يسير في الطريق الصحيح، ويؤكد للعالم جميعه أن الرياح العاتية مهما بلغت، لا يمكن أن تقتلع هذه الجذور التي نحن ضاربون في أعماق الأرض في الحضارة والثقافة، ولا غرابة، فهذا الوطن قد أرسى أركان الحضارة منذ فجر التاريخ.
له نكهة الحب والاحترام
ورغم تكريمه المتكرر في غير دولة عربية، يرى الكاتب والمسرحي والناقد فرحان بلبل أن لهذا التكريم طعماً آخر، لأنه جاء من أهل البيت، من وطنه، وبين أهله وأصدقائه، وهو تكريم مليء بالود والحب والاحترام.
وأضاف: لم يأت هذا التكريم من فراغ، بل سبقه تاريخ طويل من العمل والجد والإنتاج، ومع ذلك لم أكن أنتظر تكريماً، بل كل ما كنت أفكر به، أن علي أن أعمل بجد، لأن هذا واجب كل مواطن في هذا البلد، ولكن فرحت جداً بهذا التكريم، لأن سورية لا تنسى مبدعيها، سورية بلد الأصول، وهي وفية لمبدعيها.
وتوجه بدوره إلى الشباب الذين يعملوا بجد ومثابرة، فلا يمكن أن يصل الإنسان إلى غايته إلا بالجد والعمل، والوطن بحاجة إلى إبداعهم وجهودهم وسواعدهم التي تبني مستقبل القادم من الأيام.