الملحق الثقافي- مها عبد الوهاب حسن:
في عجالة الزمن ورحاه التي تطحن الوقت مسرعة لتمضي بنا السنون، وتطوي زمناً محملاً بالٱلام تأتي متمهلة تمشي الهوينى على خطا ثابتة، عن رجل طيب بينكم….
مجموعة قصصية جديدة للقاص أيمن الحسن، تتحدث عن الٱلام النفسية التي تجسدت في شخصيات قصصه، لكل منهم حكاية مع الزمن، وحدث مع الألم يصرخ في النفس البشرية ليشي بمكنونات الصدر من نزف مع معاناة لكل ما حدث في سورية ويحدث الٱن…
جاءت خطوات القاص ثابتة، متحدية، صارخة في وجه كل ما هو سيئ وقبيح، لترسم الأمل الجميل بالمستقبل الواعد.
نقرأ بين سطور القصص، ما يعتمل الصدر من حزن وٱلام، تفضح أسراراً خائفة، تضج بآلام تنوء الجبال بخملها.
استهل الكاتب الإبحار ببيت شعري من قصيدة لأبي العلاء المعري، تترجم هذه القصيدة مكنونات ذاته وما تطويه سريرته من نقاء وصفاء وحب للعدل وتكافؤ الفرص… ما ينم عن جمال داخلي وتصالح مع الذات، ينعكس جلياً ليرسم دوائر على سطح عذب من الإنسانية والعطاء.
وعندما قدم إهداءً عاماً، جعله ينطوي على خصوصية للأديبة الحية في قلوبنا، متجرداً من الأنانية لما هو متعارف عليه، من إهداء للأهل والأقارب والأصدقاء والأحباء، فكانت المحبوبة الصديقة العزيزة على قلبه الأديبة اعتدال رافع.. حيث خط كلماتٍ رائعة سيخلدها التاريخ بصياغة كلماتها مع المشاعر الدفاقة تجاه ما هو جميل للراحلة فكراً ومضموناً.
عن امرأة يصور الكاتب فردوسه المفقود وقد قل من يعترف ويصرح بدور المرأة في حياته مجسداً معنى وجودها وفضلها.
من خلال أسطر قليلة صور الكاتب بشكل كبير ما تعني المرأة في حياة أي منا… وكيف تلون حياة كل منا بألوان قوس قزح، وتفتح له أبواب الجنان.
تتابع القصص طريقها مصورة الحزن والشجن اللذين يعتملان صدور شخصياته، وتوشي حياة كل منهم بلون السواد، واللون الأحمر الذي غطى تراب سورية.
كانت قصته الأخيرة في هذه المجموعة غير متوقعة وطريفة للغاية، جمع فيها الطرف والظرافة وخفة الدم وما وراء السطور لينقلك نقلة كبيرة من أجواء الحزن إلى جو جميل مفعم بالمضحك المبكي ضمن واقعية حياتية مجسدة حياة الأديب.. ليطل علينا، ويخبرنا أن الكتابة ليست مهنة بل هي فن جميل يتمتع به الكاتب ويتلذذ به لكنه لا يدر عليه مردوداً مادياً ليحيا بكرامة، وإنما يجب عليه أن يمتهن عملاً، وتكون الكتابة في النهاية هي الغذاء لروحه وجسده.
المجموعة تقع في /١٧٤/صفحة من الحجم المتوسط طباعة وزارة الثقافة، الهيئة العامة السورية للكتاب…
العدد 1119 – 8-11-2022