الملحق الثقافي- حنان فرج :
فريق عناقيد الثقافي الاجتماعي
إنّها الرّسالةُ السّتون التي أكتبُها لك .
في كلِّ يومٍ غِبتَ فيه أكتبُ لكَ رسالةً، لقد مضى شهران، ظننتُهما سنتين لطولِهما، ألم يقتلُك حنينُك بعد ؟!
أردتُ أن أخبرك أنّ شوقي لكَ قد قتلني بالفعل، و حاولتُ أن أعبّرَ عنهُ بكلماتٍ لكن هذه الكلماتُ ثقيلةٌ..ثقيلةٌ جداً لا يمكن أن تتحولَ لرسائل لكن ليسَ باليدِ حيلة لا يمكن أن ألجأَ إلا لأقلاميّ وأوراقي التي أخطُّ حروفي عليها بدموعي.
مرةً سألتني: لماذا تكتبين ؟!
فابتسمتُ وأخبرتُك: لأعبرَ عن شعوري، لأكتبَ أحاسيسي، أنت لا تعلم شعوري عندما أمسكُ القلمَ وأبدأُ بالكتابةِ، لا أشعرُ بشيءٍ حولي أغيبُ عن العالمِ لأنهي كتابتي، أغوصُ في بحرِ الحبرِ و أتجرعُ من جماله، فالكتابةُ حياةٌ بالنّسبةِ لي .
فابتسمتَ و سألتني: متى تكتبين ؟!
نظرتُ في عينيكَ بعيونٍ تلمعُ من الحبِّ لا يمكن أن أكتبَ إلا في حالتين، حالة الحبِّ و حالة الألمِ.
عندما أراكَ وأعودُ إلى منزلي أكتبُ شعوري كلّه وعندما أريدُ أن أكتبَ رسالةً لكَ كعادتي أترجمُ لك أحاسيسي وأتغزلُ بكَ بكلِّ عواطفي، ألا تعجبك كتاباتي ؟!
لم أنسَ تلك النّظرةَ في حياتي عندما أخبرتني أنّك تحفظُ كلماتي عن ظهرِ قلبٍ من عشقك لها ولصاحبتها التي اشتعلت من خجلها أمامك.
أتذكرُ حديثنا هذا ؟!
لم أحدّثكَ يومها عن الألمِ لأنّني لم أشعر به يومَها لكن الآن أريدُ أن أخبركَ أنّني أكتبُ من ألمي
أكتبُ بدمي ودمعي من شوقي الّذي جعلَ من آهاتي سطوراً لا تنتهي.
الحنينُ شعورٌ قاتلٌ وصعبٌ جداً ألا تشعر به مثلي؟!
أريدُك أن تعودَ لتنيرَ حياتي
أريدُك أن تعودَ لأكملَ دربي
أريدُك أن تعودَ يا سيدَ القلب لتحييه مجدداً فأنا الآن جثةٌ هامدةٌ
أنا الآن أحيا على ذكراكَ ورسائلي لكَ
عد لتحيي شخصاً ماتَ بداخلِ كلماتِه وأصبحت رسائلُه كفنًا له
عُدْ …..
عندما انتهيت من كتابةِ هذه الرّسالةِ بالتّحديدِ شعرتُ بأنَّ روحيّ تنتزعُ منّي بكيتُ كما لم يبكِ أحدٌ من قبلِ، بعدما انتهيتُ من بكائي وقفتُ كما لو أنَّني لم أبكِ ،كما لو أنّني لم أتذكر ومشيتُ جسداً من دونَ مشاعرٍ لحياةٍ خاليةٍ من أيِّ شيءٍ.
العدد 1119 – 8-11-2022