الملحق الثقافي-سعاد زاهر:
طرقات خفيفة …ارتدى ملابسه على عجل
فتاته الجميلة التي تتحدث بلكنة غريبة
سارعت للاعتدال
فتح باب غرفته الصغيرة
شعرت بحركة مريبة …هل لديك زوار…؟!!
وضعت حقيبة السفر زهرية اللون
عجلاتها سارت باتجاه الفتاة
بدت واثقة كأنها صاحبة المكان
فجأة أطبق ضيق المكان على روحها
ذهولها استغرق دهرا
لا تشعر بشيء
كأنها في قبر
كل ما فيها يرتعش
تزدري نفسها وهي تبكي
لماذا يبنون هذه الغرف الصغيرة
في المدن الجميلة
التي تومئ لك كل لحظة بالاتجاه نحوها
فإذا هي مخادعة
ترمي بك في أقبية
لا يعلم الله ماذا تخبئ…؟
لم تجد أي مكان للانسحاب
ولا أي ركن للاختباء
ها هي في مواجهتهما
دخيلة …غريبة …مهزومة
لن تزور هذه المدينة ثانية
كيف ستمرر اللحظة؟
الكلمات غاصت في حلقتها
بدت كجرح غائر
غير قادرة على انتزاعها
والفراغ يلفها
والحرج يمزقها
وكل العبارات معكوسة
أحست أنها تصعد جبلاً
حين قالت له:
اتصلت بك من المطار…
نحن على موعد…!
أكره وعداً ناقصاً
وموعداً يخلق للحزن ألف زمان
حين أجابها
« انتهى الرصيد» فلم أتمكن من الإجابة …!
بدا لها الكلام منطقياً
من قطعت كل تلك المسافات
لا شيء يؤازرها سوى رسائل الواتس اللانهائية
رسائل لو أنها تنطق لوصلت إلى عمق المحيطات
« تعالي، بانتظار اللقاء….»
« شعورنا وكلامنا وأحاسيسنا وكلماتنا واحدة …أي تطابق»
«هل تسافرين معي إلى أي مكان…؟
«سنصنع أروع الذكريات…!!»
يتكئ على كلمات
مجرد أقوال في الهواء
أي حمق
واي دهاء..
الآن…يتوازى الأمران
مع انتهاء الرصيد
ها هي تسارع للاحتفاء بخيبتها
في عمق مدينة
ما إن تخرج منها
لن تعود أبداً
سارعت إلى المطار
حين ركبت السيارة السوداء
أغنية هاني شاكر «معقول نتقابل تاني «
التي لطالما أبكتها
غير قادرة على انتزاع أي شيء
لا شيء إطلاقاً
شعرت أنها تلاشت
وأصبحت مجرد رماد تبعثر
لن تتمكن ثانية من التقاط ذاتها المحترقة أبداً …!
العدد 1119 – 8-11-2022