الثورة- متابعة لميس عودة:
بمناسبة الذكرى الثانية والخمسين للحركة التصحيحية المجيدة التي قادها القائد المؤسس حافظ الأسد وتحت عنوان: “التصحيح …مسيرة نضال مستمر” أقامت اللجنة الشعبية لدعم الشعب الفلسطيني ومقاومة المشروع الصهيوني بالتعاون مع مؤسسة القدس الدولية- سورية وفصائل المقاومة الفلسطينية ندوة فكرية في دار البعث, تناولت دلالات ومعاني وإنجازات التصحيح المشرفة وانعكاساتها على انتصارات الحاضر المحققة كونها البوصلة والمنهل للذود عن الأرض وصون الحقوق المشروعة واسترجاع السليب منها والنهوض الخلاق بالوطن.
بدأت الندوة بالوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء في سورية وفلسطين والأمة العربية وعزف النشيدين الوطنيين السوري والفلسطيني.
ثم تحدث الدكتور طلال ناجي الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- القيادة العامة عن أهمية الاحتفاء بذكرى التصحيح المجيد كونه الهدي والمرجعية لما كرسه من مبادئ وقيم وطنية وقومية وما رسخه من منطلقات عروبية رائدة غدت الرافعة لكل عمل نضالي محق ومشرف على امتداد خريطة الوطن العربي، والبوصلة التي من استهدى بمؤشراتها لن يضل سبيل العزة والكرامة والرفعة، ومن استمسك بالمبادئ العظيمة التي احتضنتها ورعتها سينتصر ويتجاوز كل مفخخات التعطيل ويتغلب على مؤامرات الأعداء.
شعلة لن تخبو
وأضاف أن فجر التصحيح الذي انبثق قبل 52 عاماً ليصحح مفاهيم مغلوطة ويصوب الطريق إلى حيث آمال السوريين معقودة ويرسي ثوابت بالقضايا الكبرى, وأولها عدالة قضية فلسطين ومشروعية نضال أبنائها, كانت إشراقته مبهرة وساطعة في جميع المناحي وغدت من خلاله سورية رقماً صعبا في خريطة المنطقة وعلى المستوى العالمي وتبوأت مكانتها المرموقة بفضل حكمة وصوابية استراتيجيتها التي خطها القائد المؤسس حافظ الأسد.
وأوضح الدكتور ناجي أن الحديث عن القائد المؤسس حافظ الأسد لا تختصره كلمات ولا تختزل مآثره ومكارمه ندوات, ولا حتى مجلدات, لأنها تضيق بإنجازاته الكبيرة والنوعية, مؤكداً أن القائد المؤسس حافظ الأسد هو مناضل من أسرة وطنية مناضلة نهل الوطنية والانتماء إلى الأمة وقضاياها منذ نعومة أظفاره، لذلك جعل الآمال الوطنية والقومية جل اهتماماته وعمله, فكان له بصماته الجليلة التي لن تمحى في كل شأن وقضية عربية وفي كل واجب قومي يحتمه الانتماء للتصدي للمشاريع الفتنوية الهدامة التي تستهدف النيل من الأمة العربية بتفتيتها وتشتيت توجهاتها وحرف بوصلتها، فكان من خلال توجيهات القائد العظيم المؤسس وحكمته الرشيدة وعمق رؤاه وصوابية مواقفه لسورية فضل الريادة بالدفاع عن الحقوق العربية ولم شمل الفرقاء والمسعى النبيل لرص الصف العربي ونسف مخططات أعداء الأمة.
سورية درع فلسطين
ونوه د. ناجي إلى أنه إذا أردنا أن نتحدث عن عظمة التصحيح وما رسخه من قيم نضالية وما شكله من دعائم قوية للقضية الفلسطينية ودعم لا محدود للشعب الفلسطيني وفصائل مقاومته، سنتحدث عن وقفات العز السورية المشرفة بدعم الشعب الفلسطيني وتقوية عضد مقاومته، فإننا نقول بكل فخر وامتنان أن سورية درع فلسطين ولها كل الفضل بتضميد جراحات الفلسطينيين واحتضان فصائل مقاومتهم وحماية قضيتهم من سكاكين التغييب والتصفية المشهرة، مضيفاً أنه على أرض سورية حاكت المقاومة الفلسطينية خيوطها وتشابكت أيديها لأجل مواجهة العدو الصهيوني و لم تتوان سورية عن مساندة فلسطين ومقاومتها ودعمها بكافة السبل في المعركة ضد الاحتلال.
وتابع الدكتور ناجي أن السيد الرئيس بشار الأسد حمل لواء القيم المثلى والمبادئ الفضلى وسار على نهج التصحيح فأحرز الانتصار تلو الانتصار وبقيت سورية درع الأمة الحصين ونبض عروبتها وشموخها رغم المحن، وبقيت فلسطين بوصلتها فكل نصر على المشاريع الاستعمارية وكل دحر للإرهاب هو إسفين في نعش الأوهام الاستعمارية والصهيونية وانتصار لفلسطين.
وأشار إلى أن الدعم السوري لفلسطين وشعبها ومقاومتها لم ينقطع يوماً حتى في الحرب الإرهابية الشرسة المعلنة عليها، لأن فلسطين كانت ولم تزل القضية المركزية والبوصلة الأساس.. وما صواريخ الكورنيت السورية التي قلبت معادلة المواجهة الأخيرة مع العدو الصهيوني إلا دليل أن سورية رغم نزيف جراحها تأبى إلا أن تبلسم جراح الفلسطينيين.
وتابع إنه من مآثر نهج التصحيح أن القضية الفلسطينية والقضايا القومية المحقة في العراق ولبنان واليمن وغيرها بقيت راسخة في ذاكرة دمشق اليانعة التي لا تذبل فيها حقوق ولا تتساقط فيها أوراق، ثوابت مهما عصفت رياح الإرهاب ومهما استعرت جبهات الاستهداف العدواني، فاستعادة الحقوق السليبة في مسلمات الثوابت لا تلغى بالتقادم وبوصلة تحرير الأراضي المحتلة ونسف المؤامرات العدوانية لم تنحرف يوما رغم كل سكاكين الغدر التي أشهرت لتمزيق متانة شريان الثبات السوري، فما زاده نزيفه إلا تصميما على التشبث بالنهج المقاوم، نهج الكرامة والعزة الوطنية والقومية، وهذا يؤكده السيد الرئيس بشار الأسد في كل خطاباته ولقاءاته بأن “فلسطين بالنسبة لسورية هي مسألة عقائدية مبدئية وهي تشكل هوية سورية وجوهر مواقفها، بل إن المؤامرة التي تتعرض لها سورية هي بسبب موقفها ودعمها لفلسطين”.
نهج الانتصار
بدوره الدكتور خلف المفتاح مدير مؤسسة القدس الدولية- سورية، أكد أن الحركة التصحيحية ضبطت إيقاع الخطوات الوطنية ونقت حزب البعث العربي الاشتراكي الذي هو حزب قومي عربي تقدمي من الشوائب التي تضر بعمل وأهداف وتوجهات والمبادئ التي يعتنقها البعثيون، وحددت الثوابت وصاغت الأولويات وأبرزت جوهر التصحيح الحقيقي، مضيفا أن نهج التصحيح هو نهج مركب وطني وقومي وعلى المستوى الدولي، فمن خلال الحركة التصحيحية تم تصحيح العلاقة مع الدول العربية وأصبحت سورية أكثر انفتاحاً في علاقاتها مع دول عديدة في العالم تدعم قضاياها الوطنية والقومية.
ونوه الدكتور المفتاح بأن نهج التصحيح هو النهج النضالي الصحيح الذي أثمر انتصارات في حرب تشرين التحريرية وحرر الأرض وعزز الوحدة الوطنية ورسم الخرائط السياسية والميدانية كاستراتيجية دائمة تهتدي سورية بهديها وبشعلتها المضيئة لاجتراح الحلول من رحم المحن والمصاعب والنهوض الخلاق بالوطن ومواطنيه وصولاً للتعافي وعودة الحياة إلى سابق عهدها الوضاء، وخاضت وتخوض للحظة الراهنة من خلالها كبرى معاركها ضد الإرهاب ومشغليه, بقيادة نوعية ورائدة واستراتيجية ناجعة وصائبة من ربان السفينة السورية إلى بر الانتصارات والتعافي والإنجازات السيد الرئيس بشار الأسد.
بوصلة لتحصين الوطن
من جانبه الدكتور عبد اللطيف عمران مدير دار البعث تحدث أيضاً عن معاني التصحيح وقيمه السامية ونهجه القويم ما جعل سورية تنتصر في حرب تشرين التحريرية وترتقي وتسمو في شتى الميادين, مؤكداً أهمية إيلاء التصحيح ونهجه العظيم أهمية خاصة في الوقت الراهن الذي يتعرض فيه جيلنا الشاب لغزو قيمي ووطني وثقافي ممنهج عبر شبكة أخطبوطية معقدة تنفث سمومها في الفضاء الالكتروني لتسطيح القيم الوطنية وسلخ الانتماء من صدور الناشئة وإفراغهم من المفاهيم الإيجابية البناءة يمارسه إعلام البترو دولار, مضيفاً هنا تكون المسؤولية مضاعفة سواء في الإعلام الوطني أو في المدارس والجامعات، وهذه مسؤولية يجب على الجميع الاضطلاع بدوره فيها كل في موقعه لنزع فتيل الاختراق المتفجر وتعزيز قيمنا وانتمائنا لتنشئة جيل يتشرب بالقيم الوطنية والقومية يقع على عاتقه مستقبلا صون الوطن وحفظه والتصدي لسهام الاستهداف العدواني. وبذلك نصون الوطن ونحصن مواطنيه بمنعة وثبات ونبني سورية الغد بسواعد وعقول وطنية تقدس الوطن وتذود عن حياضه.
مداخلات
وفي مداخلات المشاركين أكد محفوظ عزيز من موريتانيا أن الحركة التصحيحية فعل نضال قومي وليس سورياً فحسب, إذ كرست الحركة التصحيحية نهج النضال ضد الغزاة والمحتلين والاستعمار بكافة أشكاله لاستعادة الحقوق وتحرير الأرض، مضيفا أن القائد المؤسس حافظ الأسد جعل حب الوطن عقيدة وأسس جيشاً عربياً سورياً عقائديا شارك في كل معارك المواجهة مع العدو الصهيوني، وما يحققه الجيش العربي السوري اليوم من انتصارات في مقارعته لأعتى قوى الشر والعدوان واستبساله منقطع النظير، إلا تأكيد على أنه ينهل من معين التصحيح ويقتدي به.
وأثنى رضوان الحيمي وزير مفوض في الحكومة اليمنية من جانبه على سورية، وقفات عزتها و تضامنها المشرفة مع الشعب اليمني في وجه ما يتعرض له اليمن من مؤامرة عدوانية كبرى لزحزحته عن خطه المقاوم الداعم للقضية الفلسطينية والقضايا القومية المحقة، مؤكدا أن سورية حاضنة العروبة ودرع المقاومة المتين ستنتصر بقيادتها العظيمة وجيشها الباسل وشعبها الصامد.
أدار الندوة الدكتور صابر فلحوط رئيس اللجنة الشعبية العربية السورية لدعم الشعب الفلسطيني ومقاومة المشروع الصهيوني، وحضرها عدد من النخب السياسية والثقافية والإعلامية الوطنية والعربية وجمهور من المهتمين والمتابعين.