مازال البحث عن هوية كروية جارياً على قدم بلا ساق، فالمنتخبات بلا عنوان، والمسابقات المحلية غير ذات جدوى، والبوصلة مفقودة، وكرتنا هائمة على وجهها، تنشد ضوء عود ثقاب في نهاية نفقها المظلم.
ليس ما يفت في العضد، أن ينطلق المونديال، بدون أن يكون لكرتنا أي تمثيل فيه، فهذا الأمر بات في عالم النسيان وسقط فيه حق المطالبة بالتقادم، وأصبح يسبح في فضاء البديهيات، ولكن الغياب الكامل عن الصفحة الرئيسية، والحضور القوي على هامش هامشها، أين تسير كرتنا؟ وإلى أين؟ لا نعتقد أن هناك اجماعاً يضارع اجماع الشارع الكروي، الذي يعرف كل التفاصيل ويلم بكافة المفردات، ولا تخفى عليه خافية، فلسان حاله يقول:”على غير هدى ونحو المجهول” في أعلى درجات التفاؤل!!
منتخبنا الأول الذي لايعرف سوى لغة الانتكاسات وخذلان عشاقه ومتابعيه، ليس الإبن الشرعي لاتحاد كرة القدم الحالي، ولا الذي سبقه، وإنما نتيجة لمقدمات، ورمالاً لترسبات وركاماً لتراكمات، ولادتها تعود لعقود خلت، ومازالت آثارها مستمرة ومخلفاتها باقية، وعقابيلها حاضرة، تختلف بعض التفاصيل ويبقى التخبط راسخاً، تتباين وجهات النظر ويتكرس النهج ويتأصل السلوك.
هذا المنتخب الذي سقط في جميع المباريات الودية، وفشل في تسجيل هدف واحد، لم يصلحه العطار، ولم تسعفه الأفكار، ولم تحل عقدته المزمنة خيارات اتحاد الكرة، ولا الفكر التدريبي لمديره الفني، ويبدو أن الكي، وهو آخر الطب، سيكون العلاج!! وأي علاج هذا الذي يستهدف الأعراض فقط، ويتحاشى الداء؟!