هراير جوانيان
يتزايد الترقب لدى الجماهير العربية والعالمية عشية انطلاق بطولة كأس العالم لكرة القدم، والتي تستضيفها قطر، وذلك لأول مرة في الوطن العربي ومنطقة الشرق الأوسط.
ومما لا شك فيه أن مشجعي المنتخبات العربية يطمحون إلى تحقيق منتخباتهم الأربعة وهي قطر والسعودية وتونس والمغرب لأفضل النتائج خلال هذه البطولة التاريخية التي ستشهد حضوراً جماهيرياً عربياً منقطع النظير من أجل الوصول بعيداً في هذه البطولة، وتحقيق أحد الإنجازات التاريخية التي يترقبها ملايين المشجعين في جميع أنحاء الوطن العربي.
وتقام البطولة بمشاركة 32 منتخباً لتكون آخر نسخة من المونديال بهذا الحجم، حيث يرتفع عدد المشاركين في البطولة إلى 48 منتخباً بداية من النسخة التالية عام 2026، وهو ما يجعل من هذه النسخة استثنائية بكل المقاييس ولا سيما أنها تعد بمثابة الفرصة المثالية لممثلي العرب لتحقيق إنجاز جديد، يُحسِّن من سجلهم المتواضع على مدار التاريخ الطويل لهذه البطولة.
مشاركة أولى بطموح كتابة التاريخ
يخوض المنتخب القطري أولى مباريات العرب بمونديال 2022، وذلك في افتتاح البطولة على استاد البيت أمام منتخب الإكوادور ضمن المجموعة الأولى، التي تضم أيضاً هولندا والسنغال.
ورغم أن العنابي يشارك لأول مرة في بطولة كأس العالم إلا أنه تمكن من تحقيق أفضل الإنجازات في عدد من البطولات القارية، حيث توج ببطولة الأمم الآسيوية عام 2019، كما حقق المركز الثالث في كأس العرب 2021، بالإضافة إلى مشاركته في بطولات قارية في تصفيات أمم أوروبا وكوبا أميركا والكونكاكاف.
ويرشح العديد من المتابعين العنابي للتأهل إلى الأدوار المتقدمة من بطولة كأس العالم في ظل الاستقرار الذي يعيشه مع المدرب الإسباني فيليكس سانشيز، بالإضافة إلى تألقه في العديد من المنافسات الدولية والقارية مع أفضلية عاملي الأرض والجمهور.
ويخوض العنابي مباراته الثانية أمام منافسه السنغالي الذي تُوج في شباط الماضي بلقب بطولة كأس الأمم الأفريقية في الكاميرون، على أن يختتم مبارياته بدور المجموعات بملاقاة المنتخب الهولندي الذي بلغ نهائي المونديال 3 مرات سابقة، كان أحدثها في 2010 بجنوب أفريقيا.
الأخضر السعودي يتحدى العمالقة
يتأهب منتخب السعودية لخوض التحدي السادس في تاريخ مشاركاته ببطولة كأس العالم لكرة القدم والتي تتزامن مع وقوعه في المجموعة الثالثة مع الأرجنتين والمكسيك وبولندا. ويستهل منتخب السعودية مبارياته باللقاء الأصعب ضد المنتخب الأرجنتيني بقيادة ميسي وذلك يوم 22 تشرين الثاني باستاد لوسيل، ثم سيواجه يوم 26 منه على استاد المدينة التعليمية منتخب بولندا بقيادة ليفاندوفسكي على أن يختتم مبارياته في المجموعة بمواجهة المكسيك يوم 30 تشرين الثاني باستاد لوسيل.
ويعول المنتخب السعودي على مدربه الفرنسي هيرفي رينارد من أجل تحقيق المفاجأة بالمجموعة الثالثة والعبور إلى الدوري الثاني وتكرار سيناريو مونديال الولايات المتحدة في 1994، حيث يملك رينارد سجلاً حافلاً مع المنتخبات، فقد فاز ببطولتَي كأس أمم أفريقيا رفقة زامبيا وساحل العاج، وقاد المغرب في كأس العالم 2018، وهو ما يعزز تطلعات السعوديين لتحقيق أفضل النتائج خلال هذه البطولة.
الدور الثاني حلم نسور قرطاج
في مجموعة صعبة وقوية تضم منتخب فرنسا بطل العالم للنسخة الماضية في روسيا 2018 ومنتخب الدانمارك المتطور بالإضافة إلى أستراليا، يطمح منتخب تونس لتحقيق أفضل مشاركة له ببطولة كأس العالم ولاسيما أنه ودع جميع النسخ التي شارك بها من الدور الأول بما في ذلك نسخة مونديال 2018 في روسيا والتي خرج منها بعد الخسارة أمام كل من بلجيكا وانكلترا وفوز وحيد على حساب منتخب بنما المتواضع.
ويستهل منتخب نسور قرطاج مبارياته في دور المجموعات بمواجهة الدانمارك، ثم يلاقي المنتخب الأسترالي، قبل أن يختتم لقاءاته في دور المجموعات بمواجهة فرنسا الطامحة للاحتفاظ باللقب، ورغم أن المهمة صعبة للغاية إلا أن الكثير من المتابعين يتوقعون أن يكون منتخب تونس بقيادة يوسف المساكني من المرشحين لعبور الدور الأول من بطولة كأس العالم عن المجموعة الرابعة، حيث تبقى المفاجآت واردة في هذه النسخة.
أسود الأطلس لتكرار سيناريو مونديال المكسيك
يتطلع منتخب أسود الأطلس بقيادة مدربه الوطني وليد الركراكي لتكرار سيناريو بطولة كأس العالم بالمكسيك في عام 1986، عندما بلغ الدور ثمن النهائي، حيث يعد المنتخب المغربي قادراً على تعزيز إنجازات العرب في السجل المونديالي وتأكيد أحقيتهم بالوصول بعيداً في هذا التحدي الكروي. ورغم صعوبة المهمة التي وضعت منتخب المغرب في المجموعة السادسة إلى جانب منتخبات بلجيكا وكرواتيا وكندا العائد بقوة للمونديال إلا أن أسود الأطلس قادرون على تحقيق المفاجأة وتحقيق العبور إلى دور الستة عشر للمرة الثانية في تاريخه.
ويستهل المنتخب المغربي مبارياته في دور المجموعات بمواجهة كرواتيا، ثم سيواجه المنتخب البلجيكي على أن يختتم سلسلة مبارياته بملاقاة منتخب كندا.
وتعيش منتخبات المجموعة السادسة تقلبات عديدة، حيث يعيش الجيل الذهبي لبلجيكا آخر أيامه في حين لا تبدو كرواتيا مثلما كانت عليه قبل 4 أعوام عندما حلت وصيفة بكأس العالم 2018، على أن منتخب كرواتيا المتطور يعد مفتاح هذه المجموعة ما يجعل التوقعات مفتوحة على مصراعيها أمام المنتخبات الأربعة للوصول إلى الدور ثمن النهائي ومواصلة المشوار بالمونديال العربي.