قراءة متجددة

الملحق الثقافي- عبد الحميد غانم:

خير جليس في الأنام كتاب.. لاشك أن المطالعة وقراءة الكتب من الهويات والممارسات الثقافية التي تعلقت بها مبكراً في حياتي. وكانت هدية المدرسة عند تفوقي في الصف الأول الإعدادي هي رواية لأحد كبار الأدباء العالميين وهي رواية (رجل نبيل) من أجمل ما قرأت لفيكتور هيغو.. رواية أعجبتني أحدثت تغييراً في حياتي الثقافية والفكرية وفتحت لي أبواباً رحبة للمستقبل المعرفي.
كانت رواية خارجة عن المألوف عن القصص والكتب الصغيرة التي تقدمها المدرسة عادة للطلاب المتفوقين في مرحلة التعليم الأولى.
كنت مخيراً بين كتب عدة باعتباري الأول على شعبتي وعلى مستوى المدرسة كنت مخيراً بين روايات لأدباء عرب أو قاموس للغة الانكليزية.
لقد شدني آنذاك اسم الكاتب لم أقرأ عنه في كتبي المدرسية ولم أسمع عنه،فكان شوقي للتعرف على ما يجول بين دفتي الكتاب وتشويق عنوانها.
برواية رجل نبيل أعجبت بها إلى حد الصدمة.. فقد كانت نهاية حزينة ولكنها من أجمل النهايات التي قرأتها في حياتي..
لقد استطاع فيكتور أن يجسد النبل رجلاً، ويشرح لنا المعنى الحقيقي لكلمة نبيل على خلاف المعنى المتصور لهذه الكلمة أي الارستقراطي.
تحكي رواية رجل نبيل قصة رجل نبيل حقيقي – أي ليس المقصود به الانتماء لطبقة النبلاء.. وإنما رجل مهمش متواضع الحال يخوض مغامرة بحرية مروعة ويواجه فيها ثعابين البحر والأخاطيب متزودًا بسكين حادة فقط وبضع حبات من البسكويت.. يواجه خطر الموت بردًا وغرقًا وجوعًا من أجل إنقاذ سيدة نبيلة ظن خطأً أنها واقعة في حبه، لكن عندما علم النبيل بعد عودته أن محبوبته تحب رجلاً آخر شهد على زواجها منه وترك نفسه لمد الأمواج لتبتلعه.
رواية تستثير الدموع. جميل هو المغزى الذي رمى هيجو الوصول إليه، وقد استطاع إيصاله إلينا تماماً.
لقد حفرت تلك الرواية الأولى التي أقرأها من هذا النوع لكاتب غير عربي كاتب وأديب وشاعر وروائي فرنسي حفرت في ذاكرتي الصور والمشاهد التي صورها لحياة الرجل النبيل الذي تتجسد في ممارساته وأخلاقه النبل والإحسان والذوق الرفيع.
لقد اكسبتني تلك التجربة حب القراءة والإطلاع والبحث التي ساعدتني لاحقاً على الكتابة الصحفية والبحثية والثقافية، وتوسعت مداركي المعرفية، وصقلت مواهب اكتشفتها طبعتني بأسلوب حياة متميز في القراءة والكتابة.
وعلى من أنني قرأت الرواية مرات بعد ذلك، وفي كل مرة اكتشف أشياء كانت غافلة عني حين قرأتها للمرة الأولى، وتعرفت أكثر على الكاتب وفنه في كتابة الرواية.
ولو عدت اليوم من جديد لقراءاتها، سأبحث بعمق أكثر في هذه الرواية عن أمور جديدة تتعلق بظروف الكتاب وبأدب الكتابة الروائية الذي أحببته كثيراً وقرأت روايات كثيرة بأنواع وأشكال وأساليب متعددة لأبحر من جديد في تناول هذا الجنس الأدبي المتميز عن أشقائه من الأجناس الأدبية الأخرى، وأبحر في محيط هذا الفن الراقي.
العدد 1121 – 22-11-2022

آخر الأخبار
سوريا تشارك في "القمة العالمية للصناعة" بالرياض  حفرة غامضة في درعا تشعل شائعات الذهب.. مديرية الآثار تحسم الجدل وتوضّح الحقيقة داء السكر .. في محاضرة توعوية  استراتيجية المركزي 2026–2030.. بناء قطاع مالي أكثر توازناً وفاعلية سوريا ولبنان.. من الوصاية والهيمنة إلى التنسيق والندية انتشار أمني واجتماع طارئ.. إجراءات في حمص لاحتواء التوترات بعد جريمة زيدل سوريا الجديدة في مرآة الهواجس الأمنية الإسرائيلية من أماكن مغلقة إلى مؤسسات إصلاحية.. معاهد الأحداث تعود إلى الخدمة برؤية جديدة الطاقة الشمسية خارج الرقابة.. الجودة غير مضمونة والأسعار متفاوتة خريطة الترميم المدرسي في سوريا.. 908 مدارس جاهزة وألف أخرى قيد الإنجاز دمشق تستضيف اجتماع لجنة النقل في "الإسكوا" لأول مرة منذ أكثر من 15 عاماً سوق السيولة.. خطوة تدعم الاستقرار النقدي وزارة التربية تحدد مواعيد التسجيل لامتحانات الشهادات العامة لدورة 2026 عودة اللاجئين.. استراتيجية حكومية تعيد بناء الثقة مع الدولة سوريا والتعاون مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية... مسار لا رجعة عنه إعادة تفعيل البعثة السورية لدى منظمة حظر الأسلحة..السفير كتوب لـ"الثورة": دمشق تستعيد زمام المبادرة ... رئيس الأركان الفرنسي يؤكد ضرورة الاستعداد للحرب لبنان وسوريا يتجهان نحو تعاون قضائي مشترك تفعيل البعثة الدائمة.. كيف تطوي سوريا صفحة "الرعب" ومحاسبة مجرمي "الكيميائي"؟ الأردن يعزز التنسيق مع سوريا لمواجهة تحديات إقليمية