استعادت روسيا هيبتها الدولية باعتبارها الوريث الشرعي للاتحاد السوفياتي؛ في بداية الحرب على سورية، عندما وقفت إلى جانب الحق السوري، بالذات بعد تهديد أوباما لضرب سورية. فاستخدمت الفيتو مرات عديدة؛ مع الصين لدرء خطر العنجهية الأميركية المتسلطة. وخاصة بعد ضرب الأرعن بوش الابن للعراق، بعيداً عن شرعية الأمم المتحدة، وموافقة مجلس الأمن.
الموقف الذي اتخذته روسيا جعلها مؤهلة لتكون قطباً مهماً تتدخل من خلاله في تحديد المستقبل السياسي في العالم، الذي يعيش الآن مرحلة تحولات ثورية مهمة في حياة الشعوب. حاكمية بوتين اليوم تفسح للأخلاق مكاناً لأجل الحفاظ على العائلة الطبيعية التي يدعونها اليوم بالنووية.
لن يكون هناك مكان للمثلية التي يروج لها الأميركي والأوروبي، بما يدعونه الجنس الثالث، فمن حق المجتمعات أن يعيش أطفالها وفق الفطرة البشرية الإنسانية. من حق الأطفال أن نحارب من أجلهم، للحفاظ على القيم والثقافة، بعيداً عن الاستهتار والمجون الذي يودي بهم إلى الهاوية.
كل ما يريده الغرب وأميركا هو تدمير العالم الإنساني، الذي يحارب لأجله الشرفاء، حفاظاً على الجنس البشري، الذي فطر عليه الإنسان.. القوة التي يتحلى بها بوتين؛ هي من أجل شعبه وروسيا التاريخية العظيمة. ولذات الهدف يحارب الشعب العربي؛ لتحرير أراضيه المغتصبة.
كلا الشعبين يناضل ضد النازية الجديدة. مؤكدين كلام جوليتير كييزا، مؤسس الحركة الثقافية الأوروبية.. لتدعيم الديمقراطية في وسائل التواصل الاجتماعي والنشر الإلكتروني.. في عام 2015 حين قال مستشرفاً آفاق قادمات الأيام حينه وما بناه على أساس المنطق والمعطيات:
ـ أوكرانيا ستقودها النازية الجديدة بدعم أميركي. وهذا ما حدث فعلاً بإيصال زيلنسكي للرئاسة.
ـ سيجعلون دونباس تحت مذابح النازيين كما في لوهانيسك، ما جعل سكانها يستنجدون بروسيا.
ـ أوكرانيا المسلوبة الإرادة سيجعلها الأميركان مخلبهم لمهاجمة روسيا. لكنها (قلَّمت مخالبهم).
ـ دونيسك يريدونها شرارة لحرب عالمية ثالثة(تقوضها روسيا الآن)ويعي بعض الأوروبيين ذلك.
ـ الموضوع ليس الحرب الأوكرانية الروسية، هو خطة أميركية لتظل الهيمنة على أوروبا، ما جعل كييزا يعلن أن أي عدوان على روسيا، سيجعل الناس عندكم في بيوتهم أيها الأوروبيون.
ـ لا يوجد غير روسيا تنقذ أوروبا، مما يخطط له الأميركان لأسباب موضوعية.. روسيا هي الوحيدة التي تستطيع إنقاذ البشرية.. بإحباط المخططات الجهنمية الأميركية.. التي تتوخى منها أميركا الهيمنة التامة على كل البلاد التي لها مصالح فيها اقتصادية بالدرجة الأولى ثم سياسية.
السؤال الآن؟؟ لماذا؟؟.. الاهتمام بصناعة متغيرات قوى عالمية الآن بالذات:
ـ لماذا تريد أميركا حرباً مدمرة.. تقضي بها على ثلثي سكان الأرض.. كما صرح ترامب مرة؟
ـ الجواب بسيط جداً أميركا تنحدر نحو هاوية التفكك.. ولن يكون لها مستقبل، لذا تريد تدمير العالم قبل أن تنتهي.. سياسة المعلّم الإنكليزي المستعمِر تاريخياً، سياسة الأرض المحروقة..
البروفيسور الأميركي جيفري ساكس يصرح بأعلى الصوت ويقول:
الولايات المتحدة الأميركية وراء تدمير خطوط أنابيب نورد ستريم؛ بمساعدة بولندا.. وهي الوحيدة التي تريد محاربة روسيا مع بعض سكان واشنطن السياسيين مركزاً على كلمة بعض.