الثورة – جاك وهبه
يشكل ارتفاع أسعار الطاقة عادةً عبئاً على الاقتصاد، وهو الأمر الذي يؤثر على كل شيء، فالطاقة عنصر أساسي في حياتنا اليومية سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، وتعتبر أسعارها لاعبا رئيسيا بأسعار التكلفة في معظم الصناعات، ومثال ذلك صناعة الاسمنت حيث تشكل تكاليف حوامل الطاقة في شركة اسمنت عدرا تقريبا نسبة 73% من إجمالي تكاليف الإنتاج بحسب مدير عام الشركة هادي المحمد، الذي بين في حديث خاص لـ “الثورة” أنه ومنذ بداية العام ولغاية شهر تشرين الثاني تجاوزت قيمة الكهرباء المستهلكة في الشركة 33 مليار ليرة كما أن قيمة الفيول تجاوزت 61 مليار ليرة وذلك بسبب الارتفاع الكبير في أسعار الكهرباء والفيول حيث ان سعر الكيلواط الساعي للكهرباء 450 ليرة وسعر كيلو غرام الفيول 1388 ليرة.
وبين أن الشركة أنتجت لنهاية شهر تشرين الثاني تقريباً 516 ألف طن من مادة الاسمنت وتقريباً 400 ألف طن من مادة الكلنكر، لافتاً أن كمية الإسمنت التي تم تسليمها إلى مؤسسة العمران تجاوزت 505 آلاف طن بقيمة 145 مليار ليرة تقريباً.
وأشار مدير عام الشركة أنه وبالتوازي مع ارتفاع تكاليف حوامل الطاقة هناك عدة صعوبات أخرى تعترض عمل الشركة تتمثل بعدم كفاية الاعتمادات المرصدة لكافة بنود الميزانية لتأمين مستلزمات العملية الإنتاجية والفنية بسبب ارتفاع سعر الصرف والأجور والارتفاع الكبير في أسعار القطع التبديلية ومستلزمات الإنتاج، وقدم الآلات الذي يسبب ارتفاع نسبة استهلاك حوامل الطاقة بما يفوق المعايير المعتمدة، وصعوبة تأمين مستلزمات الإنتاج والقطع التبديلية ذات المنشأ الخارجي بسبب العقوبات الجائرة المفروضة على سورية، إضافة إلى قلة اليد العاملة بسبب التسرب المستمر للخبرات الفنية والإنتاجية، علماً أن اليد العاملة الحالية تعاني من وضع صحي سيء وتقدم في السن مما ينعكس سلباً على العملية الإنتاجية والفنية، حيث انخفض عدد العمال إلى 500 عامل تقريبا بمتوسط عمر 47 سنة من أصل1000 عامل كامل الملاك العددي للشركة.
ولتطوير أداء الشركة ورفع طاقتها الإنتاجية اقترح المحمد إنشاء خط جديد لإنتاج الاسمنت بتقنية حديثة وطاقة إنتاجية عالية تصل إلى 5 آلاف طن يومياً، ورفد الشركة بالكوادر البشرية من خلال إلزام خريجي المعاهد المتوسطة التابعة لوزارة الصناعة بالتعيين لدى الشركات التابعة وتأمين مستلزمات الإنتاج الضرورية ذات المنشأ الخارجي وتفعيل دور مركز التدريب المهني في إقامة الدورات التدريبية لرفع كفاءة عمال الشركة إنتاجياً وفنياً، وتعزيز التعاون مع الدول الصديقة لتأمين متطلبات الشركة.
