الملحق الثقافي- رجاء شعبان:
العالم يموت وأنا أنتظر حبّة فرح
يطلّ بها اسم حبيبي
لماذا سكن العالم إلى هذا الحدّ ..
لماذا يضخّ
بفراغه المترقّب للغيب ..
هو دخل في المجهول يجول…
يتلفت يمنةً وشمالاً في مدّ
يسأل الموت…
يسأل الحياة…
يقول …
لماذا يئس العالم رغم
ضجيج وفرح المشجّعين بالألعاب…!
مات النهار في ليل دهيم
وسطع الليل على الغياب
في المشافي تخلو الأسرّة من المرضى…
لقد رحلوا للوجع
وتركوا مساكن الشفاء
لم يعد لديهم دواء…
ما ينتظرون إلا سقماً وعقما…
غدا الدواء داء….
و ديدان الدم تنخر في العظم…
تنادي بالتبشير لزمن انقراضٍ وتدمير…
الرجْعُ صدى..
والصوت ضاع في المدى..
يبحث عن مدى
يسكن الأشلاء…
يحرّكها فلا تتحرك إلا رائحة فجيعة وقعت
بيوم قيامةٍ موعود
لكنّه غير منتظر…
فيا حبّ …
هذا وعد الله الحق…
بأنْ لا نسمع اليوم حتى هسيساً..
وأن يأتيها أمرنا ليلاً …
كإن لم تكن في الأمس…
وأن يجعلها حطاماً نسيسا
فتعال ياحبيبي إلى داري
دار السلام
دار الهدى و الحنين
دار الغناء على الدرب المستقيم
ولا تنظر إلى العالم
فلو ماتَ..
نحن لم نرده هكذا هشيم
نحن الحبّ.. نحن الوقتَ..
نحن الوئام
نحن البيان والتبيين
نحن الضوء الذي سوف يخرج
من هذا العتم القديم
العدد 1124 – 13-12-2022