الجميع يتحدث عن القرار الأخير والذي تضمن رفع أسعار المشتقات النفطية…القرار الذي تسبب مباشرة في رفع أسعار مختلف المواد والسلع والخدمات ربما بشكل عشوائي ومنفرد ومن دون تنسيق أو موافقة ولو ضمنية من الجهات المعنية والرقابية..
القرار الذي نحن بصدده ليس موفقاً من حيث التوقيت ولا إيجابياً من حيث المضمون والأثر إلا أن الظاهر والمنطق يؤكدان أن الجهات المعنية مضطرة لاتخاذه تحت عنوان الاستمرار في تأمين هذه المواد والتي تكلفة غيابها أعلى بكثير من تبعات رفعها أسعارها…
البعض يوجه اللوم للجهات المعنية وهذا اللوم مبطن ويحمل في طياته اتهاماً خفياً أن شح المادة وفقدها ومن ثم اتخاذ القرار سببه الرغبة المسبقة والنية لدى الجهات المعنية في رفع سعر المشتقات النفطية كما وجه البعض اللوم لهذه الجهات في عدم إبداء أي إعلان أو التطرق لأسباب اتخاذ القرار لنجد أن الجهات المعنية تعاملت اليوم بطريقة مختلفة إعلامياً تجاه مايحدث تمثلت في حملة إعلامية عبر وسائل الإعلام الوطنية كان آخرها وربما أهمها التصريح الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء المهندس حسين عرنوس، والذي أكد أن أي قرار تتخذه الحكومة برفع سعر أي مادة هو قرار صعب، ولكن الظروف المفروضة هي أشد وأقسى من اتخاذ القرار، وأضاف قائلاً: كنا أمام خيارين إما أن تفقد المشتقات النفطية من الأسواق أو أن نزيد سعرها بشكل بسيط يساعد في تأمينها ومن دون اتخاذ هذا القرار كان الواقع سيكون هو وقف النشاط الاقتصادي ووقف جميع الخدمات التي تقدم للمواطنين.
وأشار إلى أن المشتقات النفطية نستوردها من الخارج، وما يتم إنتاجه قليل نتيجة خروج آبار النفط عن سيطرة الدولة لافتاً إلى أن الحكومة مستمرة بالعمل برغم جميع الصعوبات والتحديات كما أن رفع سعر المشتقات النفطية ليست سياسة اقتصادية تنتهجها الحكومة لكن فرضتها الظروف منوهاً بأن رفع سعر ليتر المازوت 200 ليرة تأثيره بسيط جداً، وضمن الحدود المقبولة للظروف العامة على أسعار المنتجات المحلية.
كما طمأن السوريين أن الدولة لا يمكن أن تضع المواطن أمام واقع صعب.. الظروف صعبة والانفراجات ستكون ضمن إجراءات تتخذها الحكومة على جميع الصعد، وهناك انفراجات وسيكون واقع المشتقات النفطية أفضل في الأسواق المحلية خلال شهر.
باختصار ماتحدث فيه السيد رئيس مجلس الوزراء يعبر عن الواقع بوضوح وشفافية وربما ماتطرق له لا يراه الكثيرون إيجابياً أو مطمئناً، ولكنه لا يتعدى إطار النطق بالحقيقة عارياً من دون رتوش أو تجميل لكنه أعطى بصيص أمل أن الحالة مؤقتة وثمة إجراءات للتعامل مع الواقع المعقد والصعب..