الثورة – حمص – سهيلة إسماعيل:
أقيم في قاعة سامي الدروبي في المركز الثقافي العربي بحمص حفل تابين للفنان التشكيلي الراحل هيسم قحف (١٩٦١ – ٢٠٢٢).
وجرى في حفل التأبين عرض فيلم وثائقي عن حياة الراحل وأهم أعماله ولقاء تلفزيوني معه على هامش مشاركته بأحد المعارض . وشهادة نقيب القنانين التشكيليين بإبداع الراحل الذي كان يُظهر مشاعره وموهبته وثقافته في أعماله الفنية.
وقد عرف عن الفنان الراحل ثقافته الواسعة وحبه الكبير للأدب والفن . فاختار أن تداعب أنامله قساوة الحجر وصلابته ليتحف المدينة التي أحبَّها وتعلق بها بمنحوتات تظهر فيها المدرستان الواقعية والتعبيرية. وتكاد تنطق وهي من ستخلد الفنان مدى الزمن . حتى ليخال للمرء حين يراها بأن روح الراحل ستنطق لتقول لنا : ” ها أنا ما أزال حاضرة بينكم أسعى لتجميل أيامكم وواقعكم . أنا بينكم لم أمت بعد “.
عرف عن الفنان الراحل دماثته وحبه للآخرين وحبه لهم كما جاء في كلمة أهل الفقيد على لسان أخته إيمان قحف فهو الأب الحنون والأخ الكبير بعطفه ومواقفه النبيلة.
ويشهد أصدقاء الراحل بنبل أخلاقه وثقافته الواسعة وطيبته الكبيرة ولهفته لمساعدة المحتاجين كما جاء على لسان رفيق طفولته وشبابه عيسى البدران. لذلك سيبقى لرحيله غصة في القلب ودمعة في العين مدى الحياة. لقد تميز الراحل بحبه للفن، حب جعله يبدع بإنسانيته وإحساسه الرقيق وبحثه عن حلم أراد تحقيقه ليترك عدة لوحات تحمل بعضا من روحه.
وكان لاتحاد الفنانين التشكيليين في سورية مشاركة من خلال كلمة أرسلها الفنان عدنان أبو الشامات رئيس الاتحاد ألقاها عضو مجلس إدارة اتحاد الفنانين التشكيليين في حمص عبدالله النقري حيث ذكر مناقب الفقيد وأعماله الفنية التي نالت إعجاب المتلقي ونال عليها عدة جوائز تقديرية . كما أن رحيل الفنان هيسم تجسيد لقول معروف “الخير يرحل باكرا ” ورحيله جرح لأهله وأصدقائه ومحبيه وكل من عرفه .لكن مُثله وأخلاقه ستكون قدوة للآخرين ممن يعرفونه , والعزاء الوحيد لجميع هؤلاء هو أعماله ومنحوتاته التي ستخلده مدى الزمن لأن المبدعين يرحلون جسدا وبيقون روحا وذاكرة لا تغيب. فله الرحمة ولمحبيه وذويه الصبر والسلوان.
حضر حفل التأبين ممثل فرع حمص لحزب البعث العربي الاشتراكي ومدير المركز الثقافي ممثل وزيرة الثقافة وأهل الفقيد ولفيف من أصدقائه ومحبيه.
