لم يعد خافياً على أحد معاناة المواطنين في جميع المحافظات السورية نتيجة عدم توفر وسائل نقل كافية ومريحة توصلهم إلى أماكن عملهم .. و قد تزامنت الأزمة الحالية مع أزمة المحروقات وقلتها، وعدم قدرة الجهات المعنية على إيجاد حل مناسب. لذلك بتنا نرى في شوارع مدينة حمص مواطنين أوجدوا حلولاً فردية للمشكلة؛ فبعض طلاب وطالبات جامعة البعث ممن يقطنون في الأحياء القريبة نسبياً من الجامعة اختاروا الدراجات الهوائية كوسيلة نقل لهم ..وبعض المواطنين ممن يملكون دراجات نارية استعانوا بها أيضاً لإيصال زوجاتهم وأولادهم إلى أماكن عملهم رغم تعرضهم للبرد القارس خلال قيادتها.
لكن وكما قلنا تبقى هذه الحلول حلولاً فردية ولن تساهم في أو إنهاء مشكلة مئات وآلاف المواطنين ..مع ما أفرزته الأزمة من مشاكل لم تكن موجودة من قبل، وأقلها استغلال سائقي السرافيس العاملة على خطوط المدينة لحاجة المواطنين وتقاضي ضعف الأجر للفوز بمقعد قبل وصول السرفيس إلى نهاية خطه، حتى بات مصطلح ” روحة رجعة ” على لسان السائقين والمواطنين، عدا عن التدفيش و الاختلاف بين الركاب أنفسهم .. ولأن الشيء بالشيء يذكر فثمة مخاطر قد تنتج لاحقاً إذا استمرت الأزمة الحالية، فطلاب المعهد التقاني النفطي الواقع قرب مصفاة حمص يركبون في شاحنات صغيرة عابرة ” سوزوكي” وبأعداد كبيرة وأي طالب منهم معرض للسقوط بسبب وجود أعداد كبيرة تفوق قدرة الشاحنة على استيعابها.
كلها أمور تحدث في حمص وما زالت الجهات المعنية تفكر وتخطط للوصول إلى حل مناسب لأزمة أنجبت أزمات أخرى لا تقل خطورتها عن الأزمة الأم، فإلى متى تستمر هذه المعاناة القاسية…؟؟؟