ودع السوريون سنة لها الكثير وعليها الأكثر كما ودعها العالم.. سنة تركت ظلالاً شاحبة في العالم كله .. ومع هذه الظلال القاتمة على اتساعها لابد أن نجد بؤر ضوء تزداد اتساعاً على المستوى الدولي والإقليمي وتحفر مجراها عميقاً لترسم ملامح عالم مختلف بعد أن تكلس على قطبية واحدة كان ثمنها باهظاً.
ولا نأتي بجديد إذا ما قلنا إن لسورية قصباً في خلخلة هذا التكلس بصمود الشعب السوري وقدرته على اجتراح النصر على أعتى قوى عدوانية.
والسوريون الذين غيروا العالم نحو الأفضل والقدرة على المواجهة مع هذا كله زادت عليهم المؤامرات .. صحيح أن النصر العسكري قد تحقق والعالم الحر حصد نتائجه ولكن ثمة ذيول للتآمر والعدوان مازالت تعمل وتهدم عن قصد أو دون قصد.
نعرف اننا في حصار وأنه يزداد كل يوم ومؤسسات الدولة بالمخلصين فيها تبذل كل جهدها للخروج من عنق ما نحن فيه..
لكن هذا لا يعني أن الجميع يعمل بالوتيرة نفسها وان لديه القدرة على الإنجاز الحقيقي وإدارة الأمور كما يجب أن تدار في مثل هذه الظروف.
ثمة ترهل عند البعض في المتابعة والتخطيط والإنجاز وليس لهم في واقع الأمر إلا التصريحات التي تحسب عليهم وليس لهم.
ومع هذا وهو طبيعي أن يمضي السوريون نحو أفق أكثر رحابة وقدرة على التجاوز مهما كانت التحديات.
ليس من باب البلاغة أبداً ما نقوله إنما هو الحقيقة لكن أيضاً علينا أن نعترف أن الوعي الشعبي على الرغم من كل ما نسمعه ونقرؤه من تذمر هو الأكثر نضجاً من وعي بعض الإدارات التنفيذية بمستويات مختلفة.
وساعة الحسم لا يمكن للمواطن أن يساوم على قيمه الوطنية والإنسانية.
نأمل أن يكون عام تراكم وحصاد الإنجازات وهذا لن يكون بالأماني والتصريحات بل دونه العمل في الساحات العامة .. في الأرض وفي كل مكان .. يعني أن يكون البعض عند مستوى الأمانة الوطنية.
لقد حققنا نصرنا العسكري والسياسي وغيرنا جغرافية التفكير السياسي وقد حان لنا أن نرى ثمار ذلك في مؤسساتنا وفي أعمالنا.. وهذا ليس مستحيلاً بل يقينا أنه قادم وليس ببعيد.. ولكن ليس بالأدوات نفسها والتفكير نفسه عبر تصريحات لا تعني إلا تسجيل مواقف على من يطلقها.. نحتاج إرادة الفعل التغييري قبل اي شيء.
السابق
التالي