الثورة – ديب علي حسن:
إذا كان جذر كلمة ثقافة في اللاتينية يعني الزرع والنماء فإنه في اللغة العربية يعني التقويم وصقل الرماح، صحيح أن الجذرين العربي واللاتيني تطورا من المعنى المادي إلى ما هما عليه الآن.
والثقافة هي الحاجة العليا للبشرية كما قال القائد المؤسس حافظ الأسد.
والثقافة تبدأ من الذات لتكون عامة شاملة غايتها الأساسية هي الإنسان لأنه أثمن وأغلى ما في الوجود.
وقد تنبه العرب القدماء إلى هذا.
وكثيراً ما نردد: أتزعم أنك جرم صغير وفيك انطوى العالم الأكبر..
بهذا المعنى لا بد من البدء من تثقيف الذات أولاً لتكون قادرة على أن تكون فاعلة في المجتمع وبمختلف الاتجاهات والتخصصات فالثقافة لم تعد كمفهوم ضرباً من الآداب والفنون فكل علم بفروعه كما تشير الدراسات الثقافية الحديثة هو ثقافة.
العالم والطبيب والمهندس ومن في القائمة كلهم ضمن الفعل الثقافي.
ثقافة الذات..
في كتاب مهم صدر حديثاً عن الهيئة العامة السورية للكتاب حمل عنوان الثقافة تنقذ العالم وهو من تأليف: سهيل فرح وفؤاد ماميدوف وقد ترجمه إلى العربية الدكتور محمد قاجو، يتوقف المؤلفان عند عنوان عريض واسع: ثقافة إدارة الذات يعرفان الثقافة بهذا المنحى أنها قبل كل شيء عملية تاريخية يتجسد فيها الاهتمام بالحفاظ على الحياة البشرية وتحسينها ويرون أن بعض المفكرين ينظرون إلى الثقافة من خلال مفهوم الطاقة لأن الحياة عملية مستمرة للطاقة البيولوجية بينما يرى آخرون أن الحياة هي محطة لتبادل الطاقات تعكس التبادل الطبيعي للطاقات في الكون.
ولا تفترض عملية التطور الثقافي إشباع الاحتياجات المادية والروحية للإنسان فحسب وإنما تكوين الوسط المحيط وبيئة علاقاته مع الناس الآخرين.
والثقافة الروحية للشخص هي معيار للقيمة الإنسانية أينما وبأي بقعة من الأرض وجد وهي معيار فوق قومي وفوق ديني.
فلا يوجد معيار أعلى من القيمة الإنسانية في جميع أنحاء العالم.
ولكن كيف تكون ثقافة إدارة الذات لنا وقفة قادمة معه.