الثورة – هفاف ميهوب:
مُنذ طفولة الفيلسوف الفرنسي “فولتير”، وهو يسعى للاهتمام بكلّ ما يهذّب فكره، ويعمّق وعيه بواقعه، وعبر قراءة كتب الشعر والفكر والفن والأدب، وسواها من الكتبِ التي أضافها إلى قراءاته الفلسفية.
مثلما تعدّدت قراءات هذا الفيلسوف، تعدّدت مؤلفاته، وإلى أن بات من أكثر الكتّاب غزارة في الإنتاج، وتنوّعاً في الأشكال الأدبية، ناهيك عن الحكمة التي عُرف بها واكتسبها من الكتاب.. الصديق الذي لازمه واعتبره: “الخطاب الموجّه إلى الأصدقاء المجهولين على وجه الأرض”..
هذا عن الكتاب لدى “فولتير”، أما لدى الكاتب والمؤرّخ الاسكتلندي “توماس كارليل”، فيعتبره أهم ما يملكه الإنسان، بل كلّ ممتلكاته العظيمة لطالما “تكمن فيه روح الزمن بأكمله.. كلّ ما صنعته البشرية وفكّرت فيه، وكسبتهُ أو كانت عليه”..
لا تختلف قيمة الكتاب لدى هذين الأديبين، عن قيمته لدى غالبية أدباء العالم.. لدى الفيلسوف الفرنسي “روسو” الذي وجده: “عالمٌ معكوس في مرآة”، ولدى الأديب البرازيلي “باولو كويلو” الذي استشعره: “مسافرٌ من عقلٍ إلى عقل”.. أيضاً، لدى الأديب الكولومبي “ماركيز” الذي وصفه: بـ “عالم غرائبي ساحر”..
إنه فعلاً وبرأي أغلبية الأدباء والعقلاء: “الصديق الذي لا يخون”، بل وعلى رأي الأديب الأميركي “هنري ميللر”: الصديق الذي يصنع لكَ أصدقاء”..
حتماً لن نستدعي، آراء جميع أدباء العالم بالكتاب، وسنكتفي بالردّ على كلّ من يسأل، عن الجدوى التي يستقيها الإنسان من قراءته… سنكتفي بردّ أحد الحكماء:
“عندما تقرأ كتاباً عظيماً، كأنّك عشت حياة مؤلّفة، وعندما تقرأ مجموعة من الكتب، كأنك تعيش ألف سنة أو يزيد، وإن ابتعدت عن القراءة، فإنك ستعيش حياتك فقط”..