أيام قليلة مرّت على انتهاء مهرجان الشعر العربي في الشارقة ، ولكن أثرها لايزال يختبئ في ذواتنا ويبوح بحنين شعري تغلفه روح إنسانية تدفقت عبر ليالي المهرجان تلقائياً..
أكثر مابدت تلك الروح ونحن نغادر المهرجان باتجاه بلداننا، فجأة خبا بريق تلك العيون حتى الشعرية منها، وتبدلت ملامحها المتقدة حين كانت تلقي الشعر على منصة قصر الثقافة في الشارقة.
حزن عابر طاردها…
وداع طويل استمر منذ ساعات الصباح بعد ختام المهرجان في مدينة خورفكان الساحلية.
لكن المدينة التي جعلتنا نعيش مع مجموعة من الشعراء والإعلاميين ذكريات لاتنسى، تركتنا متقدين بجذوة ستجعلنا نشعردائماً بالحنين إليها.
في طريقنا الى خورفكان تهنا في درب طويلة كلما اعتقدنا أننا وصلنا، فإذ بها تفضي بنا إلى درب جديد، لم نكتشف مدى طول الطريق الذي اختاره سائق حافلتنا إلا بعد أن استمعنا لبعض القصائد،وعدنا سريعاً، طريق العودة لم يستغرق سوى ساعة،
وفي الذهاب استثمرنا ساعتين في تعارف مختلف عن تعارف الأمسيات الشعرية، هي مجرد ملمح عن الروح التي تملكتنا…
كلّ مافي المهرجان من لمحات شعرية، من مدارس حاول كلّ شاعر رسم خلاصتها عبّرأعماله، ومحاولة تكثيفها في تلك الأمسيات اليومية، عبرت إلينا بمتعة ونحن بين تلك الجموع التي تتقن التفاعل مع الإلقاء الشعري.
أن ترمي في بركة الركون الثقافي بكلّ هذا الكم من الشعر، وأن يحاول كلّ مشارك الابتعاد عن الاعتيادي ، بالتأكيد أثره سيحفر عميقاً ، في أخدود طالته يد وسائل التكنولوجية ،بدأت ذائقتنا تتهاوى إلى أن تأتي أمثال هذه المهرجانات بكلّ حنينها الشعري،ورفاهيتها الإنسانية ،لتعيد لنا صوابنا ، وتعيدناإلى تقارب لطالما افتقدناه..
الحالة الإنسانية التي نجح مهرجان الشعر في بثها لاتقلّ عن البعد الثقافي…
التميز الذي عشناه امتد ليشمل كلّ تلك الإصدارات التي أينما كنا نذهب نرى نسخاً من مجلات تصر مدينة الشارقة عبر دائرتها الثقافة في حكومتها على إصدار تلك المجلات بنسخ ورقية فارهة، وبمضمون تشتبك فيه كلّ الحالات الإبداعية عبر حضور مختلف لكتاب الدول في عالمنا العربي.
كأن مدينة الشارقة بكلّ ماتمتلك من بهاء تصر على احتضان أصوات إبداعية في مختلف صنوف الثقافة والإبداع لا خلال مهرجاناتها فقط، بل عبر كلّ دروبها الإبداعية.