من ينقذ كرتنا ويعيدها إلى الملاعب من جديد؟ عند طرح هذا السؤال يقف (بعضهم) يسأل بثقافة طاووس يغمر التراب رجليه: (وهل الكرة السورية خارج الملاعب؟) و(بعضهم) هذا بالضبط هو المسؤول عن تشردها وعودتها إلى زمن الأزقة والحارات ، إلى ما قبل عصر (الكابتن ماجد) بكثير.
لا أحد ينكر أن الرياضة بنية فوقية، مثلها مثل الأدب والموسيقا والفن..
ألم تكن الدراما السورية أحد دواعم البنية التحتية في العصر الذهبي؟ ألم تصل الموسيقا والأدب السوريان لهذا المستوى؟ إذاً لماذا لا نعيدها إلى سيرتها الأولى؟ الكرة تحديداً في وقتنا هذا رافعة إنقاذ مكسورة تحتاج إلى الإصلاح !!
نتابع دورينا اليوم ، ونحن على مسافة كبيرة من الأخرين، وكأننا حارات منسية، لا عشب أخضر ممتاز، ولا جماهير تأتي متحمسة وتعود وقد شبعت روحياً من الكرة سواء كانت خاسرة أو رابحة.
ملاعبنا لم تمسها يد الإصلاح منذ سنين، وأنديتنا تصارع الإفلاس، فلا حقوق بث تجني منها المال كما تفعل كل أندية العالم، ولا شركات ترعاها، ولا دعم فاعل ينتشلها من ضائقتها.
فشلنا في استعادة الأموال المجمدة والمحجوزة لدى الآسيوي والفيفا وقيمتها 12 مليون دولار، وفشلنا بتأمين موارد واستثمارات جديدة تدعم صندوقه، وفشلنا في صيانة أي ملعب، وفشلنا حتى ضمن إمكانياته المتاحة بتحقيق دوري كروي عادل خالٍ من الأخطاء القاتلة.
وثمة إصرار غريب على بقاء المنتخب هكذا حتى تنتهي عقود أصحاب العقود، وفي النهاية فإننا لا نقول: إن ما سبق من الكلام إنها فقط صورة (إيكو) كروية لمريض نتمنى علاجه وبالسرعة القصوى.