بأشكال وصور شتى ومشاهد هي بحدّ ذاتها عنوانا” في توصيفها والحديث عنها ، حيث تعجز الكلمات في بعض الأحيان والظروف والحالات عن أن تؤتي الحقّ وتفي بأداء هكذا مهمة ، فعناوين الحدث ومابعد الحدث أبلغ من أي كلام ووصف ، لاسيما في أقسى اللحظات ، وما أقساها من لحظات الفقد.
وكما كلّ ظرف وحادثة مهما اختلفت درجات صعوبتها ونتائجها ، ترتسم الصورة الأبهى والأبقى والأجمل في سورية ، فكيف إذا كان الحال في شدة إنسانية صعبة للغاية.
وكما هم السوريون في الحرب والأزمة والخراب والدمار، والزلازل والهزّات يرسمون ويؤكدون تلك التفاصيل الملفتة التي تجسد أجمل معاني اللحمة الوطنية بشعار رئيسي وهمم عالية ، ويداً بيد في عمل أهلي ومشاركة مجتمعية فاعلة للمساعدة ومدّ يد العون للمتضررين والمحزونين ، حيث لاتكفي مشاعر المواساة والحزن بقدر ماتتكامل معها عزيمة المساعدة والعون بجميع الأشكال.
فالجميع في بوتقة عمل واحدة هدفها تقديم ماأمكن للمحافظات المتضررة من الزلزال بتكافل وتعاضد اجتماعي ملحوظ ، سواء جهات معنية ومؤسسات دينية وجمعيات أهلية واتحادات ونقابات مهنية ،وأفراد من طلبة وشباب متطوعين ، ورجال أعمال وتجار وشخصيات مجتمعية كثيرة قدّمت ومازالت تقدّم قدرتها وماباستطاعتها من إغاثة ومساعدة متعددة الجوانب إنسانية و مادية وعينية ، وايواء وغير ذلك الكثير .
ومع كلّ تلك التفاصيل الظاهرة منها والباطنة للجراح والأحزان، وترجمة المشاعر فعلاً يسبق البوح في الحضور والعمل، تبقى المشاهد خير الأدلة ، لاسيما وهي الناطق الرسمي المؤكد لحقيقة متجذرة وراسخة تؤكد على الدوام عظمة الشعب السوري ، وإرادته في مواجهة الملمات والظروف و التحديات مهما اختلفت في ذلك الأشكال والمسميات .
وللعالم هي رسائل السوريين دائماً، كما هم أبداً عنوان الوطنية والمسؤولية والتضحية في سبيل الوطن ، وفي الشدائد هم أكثر تماسكاًوتكافلاً، فهم كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضواً تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى .