وجوه من غابوا، أشلاء من حضروا، وعذابات من يسكنهم الأنين من الناجين….
ذهنك فارغ تماماً، ولا تدرك هل أنت معهم تحت الأنقاض…؟
يمر الوقت لزجاً، ثقيلاً معجوناً بكل رعب الكون ويتردد صدى في رؤوسنا هل حقاً نجونا…؟
كلها حتى أبسط هزة، ستبقى ماثلة كلما اهتز حتى صوتك، ستتداعى تلك الصور أبداً…
ملايين عبرت الحرب، وكأن هناك درس ما، بقيت لتشهد كل هذا الاهتزاز على وقعه ذاب كل ما هو غير إنساني، إلا تلك الأصوات الداعية أبداً للخراب…!
في لحظة داهمنا الثلج على وقع إيقاع الكارثة، حتى تكتمل فصول الفجيعة، ويلتف كل ما حولنا برداء أبيض كأن كفن لانهائي احتضن قاطني سورية، ولكن هذه المرة لا يستثني أحد، لو أنهم انتظروا البلاء من دون أن يصنعوها، فها هو يعاجلهم عن كثب ليحصد الأرواح، ويردم الأحياء، ويتركنا نحيا نتحسر فوق أكوام من الركام.
أيام عبرت من دون أن يتذوقوا طعم الراحة، ولم تغمض عين المنقذين، في البحث عن ناجين، في الاحتماء بأمل سحب تلك الأرواح من تحت الأنقاض، وحماية من بقي في حالة من التلاشي والذهول، وكأنهم لم يوجدوا يوماً..
هذه المرة اختلف كل شيء…
اتقد الوعي والتف الشعب على أوجاعه يرممها، مدركاً أنه في العمق وحيد في المأساة، وكل هذا الهراء من بعيد، مجرد مداعبات سوف تمضي مع الوقت، ليركن إلى الخواء والسكون يلملم جراحه الغائر أبد الدهر.. إن لم ينتفض على كل هذه البلاهة فهو لم ينجو من أي زلزال…!!